علماء يوضحون حكم الدين في إجهاض الأجنة المشوهة
يكون الإجهاض هو الحل الوحيد أمام معظم الأمهات بعد إخبارهن من قبل الأطباء بأن مولودهن سيعاني من تشوه أو عيب خلقي، فيدفعهن خوفهن من أن يتسبب هذا الأمر في معاناة أبنائهم في الحياة أو من تعرضهم للتنمر من قبل الآخرين، للاستغناء عن فلذات أكبادهن الذين خلقوا وظلوا في أرحامهن لفترة من الوقت حتى إن لم تكن طويلة.
يقول الشيخ محمود الهواري، الباحث الشرعي في الأزهر الشريف، إن الإجهاض أو إسقط الحمل لا يجوز بأي حال من الأحوال إلا بوجود عذر شرعي، والتي منها وجود التقارير الطبية التي تفيد بوجود خطورة على حياة الأم في حال استكمال الحمل، لافتًا إلى أنه ما دون ذلك لا يُباح للأم أن تجهز على روح لعلة متوقعة، قائلًا: من الممكن أن يشفي الله الطفل فيما بعد، أو أن الطب يتقدم ويصبح علاج حالة الطفل متوافرًا.
وأوضح في تصريحات لـ القاهرة 24، أنه كيف تأكدت الأم من أنه في حال إن كان الطفل مصابًا بإعاقة ما ستكون سببًا في تنمر المجتمع، مؤكدًا على أنه لا يجوز التشبه بأيام الجاهلية حيث كان الآباء يقدمون على قتل أولادهم خوفًا من الفقر.
وتابع متسائلًا: لماذا تقدر تلك الأمهات السوء والتعامل معه على أنه شيء يقيني بالرغم من أن هذا الأمر احتمالي، مضيفًا أن ما ثبت بيقين لا يزول بالشك، أي أنه احتمال أن يتم التنمر على الطفل بسبب إعاقته، ولكن اليقين أن الله هو الشافي وقادر على أن يعافيه.
في سياق متصل، قال الشيخ محمد عثمان البسطويسي، مدير المساجد الأثرية بوزارة الأوقاف، إن الطفل الذي يعاني من إعاقة من الممكن أن تكون إعاقته سببًا في دخول والديه الجنة، بسبب كل ما بذلوه من جهد وما أنفقوا عليه من مال لعلاجه طوال حياته، ففي حال إقدام الأم على هذه الفعلة ستكون بذلك قد خسرت هذا الثواب.
وأضاف البسطويسي خلال تصريحاته لـ القاهرة 24: ما يدري الأم أنها في حال إجهاضها لهذا الطفل بسبب ما يعانيه من إعاقة، بأنها إذا حملت مرة ثانية لن يعاني الجنين من ذات الشيء، مستشهدًا في ذلك بقول الله تعالى في سورة الإسراء: وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ إِنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْئًا كَبِيرًا.
وأوضح مدير المساجد الأثرية بوزارة الأوقاف، أن الإجهاض مباح في حال إذا خيف على صحة الأم فقط، على أن يكون الجنين لم يكمل 4 أشهر، ولكن في حال وصوله لهذا العمر فلا يمكن فعل شيء.