إمام بالأوقاف: تقليل بعض الرجال من مكانة المرأة قلة عقل ودين
«ناقصات عقل ودين».. جملة عادة ما يقولها بعض الرجال للتقليل من المرأة، والإشارة إلى أنها شخص لا يستطيع تحمل المسؤولية، وأحيانًا تصل إلى حد الاستهزاء بها، مبررين ذلك بأن هذا ما ذكره الرسول صلى الله عليه وسلم في حديثه الشريف والنبي لا ينطق عن الهوى.
في هذا الصدد يقول الشيخ محمد عبدالبديع إمام وخطيب بوزارة الأوقاف وباحث في العلوم الإسلامية، إن الرسول صلى الله عليه وسلم، عندما قال «هذا الحديث السابق ذكره لم يعني ما يقصده الرجال، حيث إن كلمة ناقصة عقل تدل على أن المرأة عادة ما تقدم العاطفة والقلب على التفكير والعقل، فلذلك الراجح من رأي العلماء أن تُنزع منها الشهادة في حدود الجنايات وشهادات القتل».
وأضاف لـ«القاهرة 24»، «أن ناقصات الدين لأن جميع السيدات عند مرورها بفترة الحيض، لا يجوز لهن الصلاة أو لمس المصحف الشريف أو الصيام إذا كانت في رمضان».
وتابع: «لا يسوغ لنا كرجال استخدام هذا الحديث كذريعة لنا للتقليل من شأن المرأة»، مشيرًا إلى أن الرسول عندما قال هذا الحديث كان مقصده أن يبين للرجال نوع هذا المخلوق وكيفية التعامل معه على هذه الخلقة، وكذلك الصبر عليه.
واستشهد عبدالبديع، بقوله صلى الله عليه وسلم في حديثه الشريف:«استوصوا بالنساء خيرًا، فإن المرأة خلقت من ضلع، وإن أعوج ما في الضلع أعلاه، فإن ذهبت تقيمها كسرته، وإن تركته لم ينزل أعوج، فاستوصوا بالنساء خيرًا»، لافتًا إلى أن هذا الحديث الغرض منه هو تعليم الرجال كيفية التعامل مع المرأة في حال أنها لم تدبر الأمور على أكمل وجه ومعرفة أن هذا الأمر طبيعي، وليس المقصد منه السخرية من المرأة.
وأردف أن ما يقوم به بعض الرجال من الإنقاص من شان المرأة ومكانتها مبررين ذلك بما ورد في أحاديث رسول الله هو محرم شرعًا، مؤكدًا على أنه لا يفعل هذا الأمر من الرجال إلا الذين يفضلون التعالي على المخلوقات الأضعف منهم وليس فقط مع المرأة.
وأوضح الإمام والخطيب بوزارة الأوقاف، أن الرجال الذين يحقرون من مكانة المرأة يستخدمون قوامتهم الذي وهبها الله لهم بشكل خاطئ، حيث أن أغلب الرجال يؤمنون أن كمال المرأة في أعوجاجها وانكسارها وقلة عقلها وخفة كلامها، مشيرًا إلى أن هذه طبيعة بها يحبها الرجال، وأن استخدام الرجل هذا الجانب للتطاول عليها والإستهزاء منها يكون سبب في إشعال الخصومات والنزاعات.
وتابع أن استخدام هذا الجانب من قبل الرجل لإهانة المرأة يعتبر قلة عقل ودين منه وعدم فهم لأحاديث رسول الله بشكل صحيح الذي لا تًحقر من المرأة ولكن توصف طبيعتها الذي خلقها الله بها، حيث إن الله أعلم بقدر المرأة فجعلها كذلك وعرف حاجة الرجل لهذا الأمر، لافتًا إلى أن هذا لا ينفي أن المرأة شخص ذكي ومتعلم ويستطيع أن يدير مؤسسات بأكملها، فمن يحرم هذا الأمر باستخدام هذه الأحاديث جاهل.
