طمسٌ وتزويجٌ بالإكراه.. ماذا ينتظر نساء أفغانستان بعد خطف طالبان الحكم؟
تشهد الفترة الحالية تزايدًا في المخاوف حول مصير النساء والفتيات في أفغانستان الفترة القادمة، بعد تمكن طالبان من إخضاع البلد بأكملها إلى ولايتها، في مدة قاربت الأسبوع فقط، ما أحدث نوعًا من المفاجئة لكافة عناصر المجتمع الدولي.
ورغم محاولات طالبان طمأنة الجميع بأنها تسعى للتجديد، وستراعي حقوق المرأة بما يتناسب مع الشريعة الإسلامية خلال حكمها هذه المرة، مروجةً بذلك لفكرة “طالبان جديدة”، إلا أن تصريحاتها لم تلقَ تصديقًا من الأغلبية، فيما تمنى البقية صدق هذه الادعاءات.
حول ذلك، يقول أحمد عطا، الخبير والباحث في شؤون الحركات الإسلامية، إن الفكر الأيدولوجي لحركة طالبان لن يتغير، لافتًا إلى أن حركة طالبان قامت على ما يعرف بالحاكمية، والتي تعني تطبيق الشرع، بصرف النظر عن التطور الزمني وتداعياته.
وأوضح عطا خلال حديثه لـ القاهرة 24، أن الفكر الذي تعتنقه حركة طالبان لا يختلف كثيرًا عن ذاته الذي تتبناه كل من داعش والقاعدة أو حتى الفكر السلفي، فجميعهم ينظرون إلى المرأة بشكل مشابه.
وأضاف الباحث في شؤون الحركات الإسلامية، أن هذه الجماعة بأسرها لن تغير نظرتها للمرأة أو أسلوبها في التعامل معها.
وأشار أحمد عطا إلى سيطرة الحركة على وسائل التعليم في أفغانستان خلال الفترة الفائتة، وحتى مع إزاحتهم عن السلطة، إلا أن الحكومة الأفغانية هي من تولت دفع الأجور للمعلمين، في إشارة منه إلى أن الفكر المتشدد في التعامل مع المرأة متأصل في الحركة لن يتغير، حتى وإن زعمت طالبان خلاف ذلك.
وقبل نحو 20 عاما، وتحديدًا في الفترة بين 1996 و2001، حينما سيطرت طالبان على حكم أفغانستان للمرة الأولى، عانت الكثير من نساء وفتيات أفغانستان من كافة الممارسات المخالفة للمعايير الدولية والمعاكسة لأهداف منظمات حقوق المرأة والإنسان، حيث رأت الحركة في ذلك تطبيقًا للشريعة الإسلامية على حد وصفهم، وهو ما تطرقت لعرضه جلسة مجلس الأمن الدولي الطارئة أمس، والتي أجريت بهدف بحث تصاعد الأوضاع في أفغانستان هذه الفترة.
وتعرضت نساء أفغانستان فترة حكم طالبان السابق لكافة سبُلِ طمس الهوية ونفي الوجود، حسب تقارير منظمات حقوق المروة، حيث فرضت عليهم سياسة حركة طالبان التزام منازلهن، وعدم الخروج إلى العامة مطلقًا إلا في وجود رفيق ذكر، مع الالتزام بارتداء البرقع وتغطية كافة الجسد حتى العينين، فضلًا عن اشتراط وجود ضرورة قصوى تدعوا للخروج.
وتباعًا لذلك، حرّمت طالبان التعليم على فتيات ونساء أفغانستان، فساد الجهل كافة أنحاء البلاد، بالإضافة إلى منع المرأة من العمل أو تولي المناصب الإدارية أو حتى التقليدية.
كما جرى سابقًا إجبار الفتيات الأفغان على الزواج في سن القصر، حيث اعتاد أفراد الحركة الزواج من أي فتاة، دون الالتفات إلى رغبتها وأهلها في ذلك الزواج أم لا، فضلًا عن العنف الجنسي الذي اختبرته نساء أفغانستان تلك المدة، إضافة إلى التعنيف الدائم، وهو ما عرضته تقارير منظمات حقوق المرأة أيضًا.
جدير بالذكر أن الحركة كانت تعاقب كل من تخلفت عن امتثال أوامرها بالجلد علنًا، وحتى بالقتل في بعض الأحيان، حسب تقارير أجنبية.
وتختبر أفغانستان الكثير من التوتر في الأيام القليلة الماضية، بعد قرار أمريكا بسحب قواتها من البلاد، ما أعقبه انسحاب السلطة والجيش الأفغاني، واستيلاء حركة طالبان على البلاد بأكملها خلال نحو أسبوع، في خطوة صدمت المجتمع الدولي بأكمله.