إذا دخلت امرأة إلى النار أدخلت معها أربعة.. الأوقاف توضح صحة الحديث
يُردد دائمًا بعض الرجال جملة أن المرأة إذا دخلت النار أدخلت معها أباها وأخاها وزوجها وولدها، زاعمين أنه حديث وُرد عن الرسول صلى الله عليه وسلم، وذلك لحث الفتيات على عدم ارتكاب المعاصي؛ حتى لا يكونن سببًا في دخولهم النار معهن دون ذنب، وهذا ما لاقى اعتراضًا من قبل بعض الرجال والفتيات الذين أكدوا أنه لا يوجد في القرآن أو أحاديث النبي ما ينص على هذا الأمر.
في هذا الصدد يقول الشيخ محمد عبد البديع، إمام وخطيب بوزارة الأوقاف وباحث في العلوم الإسلامية، إنه لا صحة لهذا الحديث في الإسلام والأصل في الدين الإسلامي هو آية: "وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى"، أي إنه لا يتحمل المسلم ذنب أخيه وكل سيحاسب على ما فعله طوال حياته، ولكن القضية هي أنه في حال تبرج الفتاة أو سيرها في طريق محرم به بغاء، سيُسأل عنها وليها، فإن كان أذن لها بذلك أو سكت عن عقابها أو تقويمها فهو يؤاخذ كذلك بها وسيعاقب عليها.
وأضاف، خلال تصريحات لـ "القاهرة 24"، أن ولي الأمر سيتحمل نفس الوزر لأنه من المفترض عليه تقويمها، وذلك لقول رسول الله:" كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْؤول عَنْ رَعِيَّتِهِ"، مشيرًا إلى أنه يوم القيامة ستمسك الفتاة أبيها من رقبته وتقول له "ضيعك الله كما ضيعتني وخيبك الله كما خيبتني"، لأنه لم يعلمها الدين والشرع وهي الأمور التي يجب على الوالدين تعليمها لأبنائهم.
وأردف عبد البديع أن دور ولي الأمر أن يمنع ابنته عن التبرج أو السفور لأنه مسؤول عنها يوم القيامة، كما أنه مسؤول عن نفسه، لافتًا إلى أن ولي الأمر سواء كان الأب أو الأم سيسأل عن صلاح الفتاة أو طلاحها.
وأوضح أنه في حال سلك الفتاة الطريق غير صحيح بعد أن فني ولي الأمر عمره في تعليمها أصول الشرع والدين، فلا إثم عليه في هذه الحالة لأن ثمة عوامل خارجية هي من ساعدتها على هذا الأمر، وهذا لا ينفي الدور الذي عمله ولي الأمر.
وأكد أنه ليس على ولي الأمر إلا البلاغ الذي يتضمن التربية الصحيحة للأبناء وبث فيهم الأخلاق الحميدة وتقويم اعوجاجهم على قدر المستطاع، ولكن الله عز وجل هو الهادي فإما أن يثبت الأبناء على ما تعلموا أو أنهم يشردون، مشيرًا إلى أن ولي الأمر إذا كان فرط في تربية أبنائه فسيحاسب على ما فعل، وإذا كان علم وقوم ولكن الأبناء هم من شردوا من تحت يديه فلا يُسأل ولي الأمر بسؤال الأبناء منه، ولا يكون الإثم إلا عليهم هم فقط.
وتابع: "التقويم الصحيح والتربية الحميدة تبدأ من صغر سن الأبناء، ولا يجوز للآباء أن يتركون الأبناء طوال هذه الفترة ويقدمون في نهاية الأمر على محاسبتهم على ما يرتكبون من معاصٍ".