مصنع سيراميك بـ أكتوبر الجديدة يهدد حياة السكان.. وشكاوى عديدة دون جدوى
السحب السوداء والأدخنة الملوثة هو مشهد اعتاد عليه أهالي مشروع سكن مصر بمنطقة أكتوبر الجديدة، حيث يقع المشروع بالقرب من مصنع لإنتاج السيراميك، يبث انبعاثاته الضارة يوميًا دون رقيب.
بمجرد أن تدق الساعة الخامسة صباحًا تبدأ أفران وماكينات المصنع الشهير في العمل وحرق المواد المستخدمة للتصنيع، وتطلق أدخنتها التي يستنشقها السكان وأطفالهم يوميًا.
تفاصيل القصة
يروي السيد تامر وهو أحد ساكني المشروع تفاصيل القصة، فيقول: «حصلت على وحدة سكنية بسكن مصر بمنطقة أكتوبر الجديدة، بجوار مشروع آخر يضم نحو 50 ألف نسمة بأعمار متفاوتة فمنهم الكبار والشباب حتى الأطفال والرُضع».
ويتابع، في حديثه لـ القاهرة 24، «المنطقة تضم مشروعات سكنية كثيرة قائمة، علاوة على مصانع عديدة منتجة وتعمل بالفعل ولا نشتكي من أيًا منها إلا مصنع السيراميك سالف الذكر».
ويؤكد الساكن أن المصنع يبدأ في العمل من الساعة الخامسة صباحًا يوميًا حتى أيام الإجازات والعطلات الأسبوعية، ولا يستخدم أي مرشحات على مداخن المصنع، والهواء المحيط تسيطر عليه أدخنة الأفران الملوثة، من المعروف أن أدخنة مصانع السيراميك من أخطر الأدخنة على صحة الإنسان.
شكاوى عديدة بلا جدوى
إيمانًا منهم بحق الإنسان في استنشاق هواءً نظيفًا تقدم سكان المشروع بشكاوى عديدة باسم اتحاد ملاك مصر وسكان مدينة أكتوبر الجديدة، للجهات المعنية بالأمر، حيث تقدموا بشكوى إلى وزارة البيئة عبر الأرقام المخصصة لذلك لكن الرد كان «برجاء تسجيل شكواكم بمنظومة الشكاوى الموحدة التابعة لمجلس الوزراء».
بالفعل سجل اتحاد الملاك شكواهم بمجلس الوزراء لكن لم يصلهم رد، حسب قول السيد تامر أحد قاطني المنطقة، الذي أكد أنه تم تقديم شكاوى كثيرة، ثم راسلوا الهيئة العامة للتنمية الصناعية؛ لاتخاذ إجراء ضد المصنع الذي يتضرر منه المواطنون.
وبعد إلحاح من تامر وجيرانه على الهيئة العامة للتنمية الصناعية جاء الرد الذي كان مفاده أن الأمر تحت الدراسة وجارٍ التنسيق مع فرع جهاز شئون البيئة التابع للمدينة، ومنذ شهر يناير الماضي زمن تقديم الشكوى حتى كتابة هذه السطور لم يتلقَ سكان المشروع أي رد مختلفًا أو حتى المصنع قلل من قدرة العمل.
وفي نهاية حديثه أكد تامر أنه وجيرانه ليسوا ضد أي تنمية أو ضد عمل المصانع والشركات ولكن مع التشديد ومراعاة صحة الإنسان ونظافة ونقاء الهواء والموارد الطبيعية من حولها.