قصص علي لسان حراث المقابر في سراديب تونة الجبل وكواليس أخري عن المدينة الأثرية
تونة الجبل هي القرية الموجودة في صعيد مصر بمدينة ملوي جنوب محافظة المنيا والتي نالت شهرة عالمية منذ ثلاثينيات القرن الماضي وذلك عندما نجحت بعثة أثرية لقسم الآثار بكلية الآداب - وهو القسم الذي تحول لكلية الآثار جامعة القاهرة حاليًا - في اكتشاف آثار بها تعود إلى حقبة ما قبل ميلاد السيد المسيح وقبلها أُكتشفت الكثير من الآثار الفرعونية.
وارتبط اسم هذه القرية الشهيرة بأقدم وأروع قصص الحب بالتاريخ وهي قصة إزادورا التي ألقت بنفسها في النهر من أجل حبيبها وكانت " إزادورا " إبنة أسرة أغريقة وكان والدها حاكم الإقليم "محافظة المنيا حاليًا " والتي سنتعرف عليها كما ذكر لنا المرشد السياحي مصطفى فاروق ابن مدينة ملوي، وحارث المقبرة الخاصة بها.
أن الفتاة وقعت في حب ضابط مصري يسمى " حابي " وكان من قوات الحراسة الموجودة في المدينة ومن ثم يعتبر شخصًا عاديًا من أبناء عامة الشعب المصري ولم يكن من علية القوم ولذلك رفض والدها وقرر أن يمنعها من مقابلته وضَيق الخناق عليها حتى وجدت أن الحياه دون حبيبها ليس لها معنى فقررت أن تلقي بنفسها في نهر النيل حتي تهرب أو تصل إليه في الضفة الأخري ولكنها غرقت في الماء، فندم أبوها ندمًا شديدًا على ما فعلته إبنته وبني لها مقبرة جميلة تليق بها وقاموا بتحنيطها تخليدًا لها أما حبيبها فكان وفيا ومخلصا لها ولقصة حبهما طوال العمر فكان يذهب كل ليلة ليزورها ويضئ مقبرتها بالشمع حتى لا تظل وحيدة.
وتحتوي مقبرتها على قصيدة من 10 أسطر منقوشة باليونانية في وقت ما بعد وفاتها، وأطلق عليها (شهيدة الحب) وأصبح القبر مزارًا دينيًا، لا تزال إيزادورا المحنطة موجودة ومغطاة بالزجاج في ضريحها - وهو مبنى بارز في تونة الجبل.
وتعد هذه المقبرة هي من أهم المقابر الموجودة بتونة الجبل رغم الاكتشافات والمناطق الأثرية الكبيرة التي توجد بها
فتتفرد تونة الجبل أيضا بالسراديب والتي يصل طولها إلى نحو 3 كيلومترات في كل الاتجاهات وهي مجموعة ضخمة من الممرات المحفورة تحت الأرض وفي وسط الصخور والتي كانت مخصصـة لدفن مومياوات صادر " أبو المنجل " الذي كان يتسوده سكان المنطقة من آلاف السنين ولدفن القطط والقردة ايضا الدين كانوا بمنسوب الفراعنة وكانت الموندوات است فخارية أو حجرية أو خشية بالإضافة إلى مثيرة إحدى كبدة جحوتي
ويدعي عنخ حور والذي كان يشرف على تقديم القرابين ودفن الممياوات ومازالت هذه السراديب هي سرًا مجهولًا حتى الآن قلم يصل أحدا إلى أخرها أو يعلم إلى أين يصل. نهايتها حتى الآن.
وتضم المنطقة بين أهم أثارها اللوحة الشهيرة للملك إخاتون فرعون التوحيد وتظهر اللوحة للملك "اختاكون" وروجته الملكة " نفرقيني " ويداكهم يتعبدون المعبود "أتون" وأسفل اللوحة توجد أجزاء من تماثيل مجسمة لكل من اخناتون وتفركيتي ويداتهما
وتتميز المنطقة بوجود مقبرة كبيرة ورائعة الطرار لأسرة الكاهن "بيتوزيريس" وهي مقبرة فريده من عماراتها وجمالها وتصاميمها حيث أنها تماثل عمارة المعابد المصرية في الدولة الحديثة وجمعت فنونها بين المصري والبوداني و"بيتوريريس" هو الكائن الأول للمعبود "جحوتي " وأعدها بيتوريريس لنفسه ولوالده ولشقيقه ودفنوا فيها جميعًا وتزخر المقبرة بالكثير من المناظر الحياتية والمنحوتات على الجدران والمناظر الدينية مثل الجناة وعباده الآلهة وبعض فصول كتب الموتي
المنطقة أيضًا أكبر بترمياه مكتشف من مصر القديمة وهو " الساقية الرومانية " وشيد تحت الأرض بالطوب الأحمر على شكل اسطواني ويصل عمقه إلى حوال 40 مترأ وتنتشر حوله الكثير من الأساطير
والتقت القاهرة 24 مع أحد حراس المناطق الأثرية بتونة الجدل وهو هشام حجاج ومرحد
من هم أهم الزائرين لمنطقة دولة الجبل ؟
قال هشام حجاج أن المنطقة لم يزورها أحد من المشاهير منذ زمن طويل فمن أبرز المشاهير الذين زاروا تونة الجبل هو الملك فاروق وكان ذلك عام 1937 وعميد الأدب العربي طـه حسين ولا أتذكر أن أحد أخر من المشاهير أتي إليها في الفترة الأخيرة غير علماء الآثار والباحثين وذلك عند الاستكشافات الأثرية الجديدة.
وماذا عن سراديب تونة الجبل التي توجد تحت الأرض؟
قال حجاج: السراديب هي عن مدينة للأموات تحت سطح الأرض.. عشرات الشوارع المنحوته في الصخر والتي قدرت بنحو آلاف الشوارع معظمها بنهايات غير معروفه.
وجاءت للمنطقة العديد من البعثات الأثرية وباءت جميع محاولاتها بالفشل في الوصول لنهايات السراديب
و قد عثر في مدينة الأموات علي عشرات الاجسام المحنطة لطأئر أبو منجل وقرد البابون الذي يمثل الاله جحوتي
و مازالت معظم شوارع مدينة الاموات مغلقة بسياج حديدية خوفا علي الزائرين من الولوج إلى شوارع ربما لا يعودوا منها مرة أخري!
فكانت مخصصة هذه السراديب أو الانفاق لدفن "قرد البابون" (إله الحكمة عند المصريين القدماء) ولدفن "طائر أبو المنجل" وبعض الصقور والطيور المقدسه والقطط المحنطة.
هذه الشوارع والممرات الضيقة التي تمتد إلي آلاف الكيلو مترات تحت الأرض لم يكتشف منها إلا ٣ كيلوا مترات شمالا وجنوبا وشرقا وغربا ٤ ممرات فقط، ممر واحد يصل تفريعاته إلي مايزيد عن 1000 شارع كل هذه الشوار والممرات تكمن تحت أراضي مدينة تونة الجبل فهي بمثابة مدينة أخرى توجد تحت الأرض.
ولا أحد يعرف نهايتها حتي الآن أو إلي أين تصل ولكنه قيل أنها تصل إلي دولة ليبا غربًا وبعض الدول العربية الأخري في العديد من الإتجاهات مثل السودان جنوبًا، وهذه التوقعات نظرية ولكن لا أحد تجرأ علي القيام بالسير في هذه السراديب والممرات المعتمة حتي النهاية ومعرفة ماذا تخبي لنا في المزيد من الأسرار.
وهل مسموح لأحد أو للسائحين والزوار النزول إلي هذه السراديب؟
نعم مسموح ولكن في مجموعات فلا يسمح لأحد أن ينزل إلي السراديب أو لهذه للممرات في تونة الجبل بمفرده لأنه من الممكن ألا يعود مرةً أخري ويفقد تحت الأرض ولا يعرف طريق للرجوع ويكون ذهابا بلا عودة، فيجيب أن يكونوا الأشخاص الذين سيهبطون إلى هذه الممرات مجموعة وبصحبة مرشد علي علم بها.
ومما يدعو أيضا للإثارة والغموض هو أنه هناك ابواب كبيرة في هذه الشوارع والممرات مغلقة لم يجروء أحدا علي فتحها أو على الأقتراب منها لمسافة أمتار عديدة ومعرفة ماذا يوجد خلفها حتي الآن فهذه المدينة مليئة بالخبايا والأسرار والكثير من الكنوز التي لم تكتشف بعد.
ولكن لا نعرف من سيقوم باكتشافها ومتي ستكتشف فهناك الكثير والكثير من الخبايا ولكن ما نعرفه جيدًا هو أن الفراعنة ليس لهم مثيل في كل شيء وعجائبهم ما زلنا نحاول إكتشافها حتي يومنا هذا.
يذكر أنه تم اكتشاف مدينة الأموات في الثلاثينيات من القرن الماضي علي يد عالم الآثار والمستكشف المصري القبطي سامي جبره ابن مدينة أبنوب.
وعند سؤال الحارث حجاج متى تأتى الوفود الأجنبية وهل تأتي كثيرًا أم قليلًا وما نسب السياحة الداخلية ؟
قال: تأتى الوفود الأجنبية في المواسم فقط أو كل عدة أشهر وفي أوائل وأواخر العام فلذكر أنه كان من آخر الوقود وفد ألماني كان نحو 42 شخص ووفد أسباني أيضا في الفترات الأخيرة من نحو عام أو أثنين فالوفود تأتى ليس بكثير
والسياحة الداخلية تكون عباره عن بعض رحلات المدارس التعليمة بالمدينة أو بعض مراكز المنيا أو بعض الشباب في الأجازات مثل يوم الجمعة والعطانت وتقى أيضا إلى هذا بعض رحلات الحضانات والأطفال في مراحل التعليم الأساسي ولكن في العطلات فقط وتكون خالية المنطقة من السياحة الداخالية أو الأجانب في أوقات الأيام العادية.
يذكر أن تونة الجبل هي التي أقام بها الأديب والكاتب الكبير طه حسين وشيد بها إستراحة خاصة له في 1938 والتي أخرج منها عمله الفني الكبير رواية" دعاء الكروان" للنور خلال وجوده بها والذي تحول فيما بعد لفيلم عام 1959.