صهر مؤسس طالبان ومرشح لقيادة أفغانستان.. من هو الملا عبد الغني برادر؟
الملا عبد الغني برادر، أحد قيادات حركة طالبان الخارج من الظل إلى النور، عقب سيطرة الحركة التي شارك في تأسيسها بمرافقة الملا محمد عمر الأب الروحي لطالبان، على العاصمة الأفغانية كابول، إلا أن خروج الملا برادر، لم يكن للتنقل إلى مخبأ جديد أو هربًا من القبض عليه، لكنها كانت إلى العاصمة للتشاور في تشكيل الحكومة الجديدة.
لم يظهر الملا برادر طوال السنوات الماضية كغيره من قيادات حركة طالبان، سوى عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حتى أنه أعلن انتصار طالبان وسيطرتها على القصر الرئاسي الأفغاني على شبكات التواصل الاجتماعي بنشر مقطع فيديو، مُشيدًا بالانتصار أمام العلم الأبيض الذي يُطلق عليه عناصر الحركة علم إمارة أفغانستان الإسلامية.
من هو الملا عبد الغني برادر؟
الملا عبد الغني برادر، الذي عاد إلى أفغانستان بعد عشرين عامًا قضاها في المنفى، يعد أحد أبرز القادة السياسيين والعسكريين داخل طالبان.
ولد برادر عام 1968، جنوب أفغانستان، تربى في ولاية قندهار معقل حركة طالبان، لتشهد حياته منعطفًا تاريخًا إبان حقبة الحرب السوفيتية في أفغانستان، إذا شارك الملا عبد الغني في تلك الفترة إلى جانب رفيق دربه ومؤسس الحركة الملا محمد عمر، قبل أن يعلنا في أوائل التسعينات انطلاق «طالبان» من داخل مُخيمات اللاجئين ورحم المدارس الدينية جنوب البلاد، وتزايدت العلاقات بينهما إلى حد النسب بعدما تزوّج برادر بشقيقة الملا عمر، في تلك الحقبة.
شغل الملا برادر، طوال سنوات حُكم طالبان خلال الفترة من 1996 وحتى عام 2001، منصب وزير الدفاع الأفغاني في حكومة الحركة، كما أنه عقب دخول الولايات المتحدة الأمريكية إلى أفغانستان وإسقاطها لحُكم طالبان، ظل دوره مهما حتى اعتقاله عام 2010 بتخطيطه للعديد من الهجمات الإرهابية التي شنتها الحركة.
يعد الملا عبد الغني برادر أحد أبرز قيادات الحركة المتطرفة، وأحد المرشحين لرئاسة الحكومة المقبلة لحكم أفغانستان، كونه الرجل الثاني داخل الحركة عقب هيبة الله أخوند زاده، زعيم الحركة، الذي ينشغل بالقضايا الدينية والقضائية لأعضاء طالبان، إلى جانب كونه أحد مُؤسسي الحركة.
الملا برادر، وجّه كلمة لعناصر طالبان تضمنت: لقد حققنا نصرًا لم يكن مُتوقعًا.. يجب أن نتواضع أمام الله، حان وقت الاختبار.. الآن يتعلق الأمر بكيفية خدمة شعبنا وضمان مستقبله وتأمين الحياة الكريمة له إلى أقصى حد ممكن.
عبد الغني برادر وأمريكا
خرج القيادي الطالباني للنور مُجددًا بعدما أطلق سراحه عام 2018، تزامنًا على تسارع الخطوات الأمريكية للخروج من الولايات الأفغانية، إذ كثفت واشنطن ضغوطها على الحكومة الباكستانية بوساطة قطرية للإفراج عنه، قبل أن يتم نقله إلى العاصمة القطرية الدوحة للمُشاركة في المُفاوضات مع الإدارة الأمريكية السابقة للخروج من أفغانستان.
تم تعيين الملا عبد الغني برادر رئيسا للمكتب السياسي لطالبان خلال تواجده في العاصمة القطرية، ليقود المفاوضات مع إدارة دونالد ترامب، الرئيس الأمريكي السابق، على رأسها مُحادثات مع وزير خارجيته مايك بومبيو، بهدف إنهاء التواجد الأمريكي وإبرام اتفاق سلام ما بين طالبان وأمريكا.
رئيس حكومة طالبان المقبلة
مؤخرًا أعلن مسؤول بحركة طالبان، أنه يتم الإعداد لوضع نموذج جديد لحكم أفغانستان، على أن يتم الإعلان عنه خلال الأسابيع المقبلة، مشيرًا إلى أنه تقرر خروج قيادات الحركة للعالم لممارسة مهامها، إذ تم تعيين المتحدث باسم الحركة ذبيح الله مجاهد، وزيرًا للتعليم والثقافة في الحكومة الأفغانية الجديدة، وذلك قبيل أيام قليلة من وصول الملا عبد الغني برادر، إلى العاصمة الأفغانية كابول، لإجراء مُحادثات مع قياديين في الحركة وسياسيين آخرين حول تشكيل حكومة جديدة في أفغانستان، تشير الكثير من التوقعات إلى أنه أبرز المرشحين لرئاستها.
