بين شرب الخمر ولعب القمار.. الوجه الآخر لزعيم الأمة سعد زغلول
تزامنًا مع الذكرى الـ94 لرحيل الزعيم السياسي سعد زغلول تباينت آراء جموع المواطنين المصريين فيه حياته؛ حيث يعرف الكثيرون أن سعد زغلول، الرجل القائد مؤسس حزب الوفد السياسي للدفاع عن القضية المصرية ضد الاحتلال الإنجليزي، وذو الخطب السياسية الرنانة بمناهضة حكم الإنجليز، بالإضافة إلى وجوده الظاهر وسط الحشود وبنشاطه السياسي الذي بدأه بالعمل في مجال المحاماة وحتى قيادته ثورة 1919 التي شارك فيها المصريون مسلميهم وأقباطهم رجالهم ونساءهم، ومن بعدها قيادته للقوى الوطنية، لكن هناك وجهًا آخر غاب عن الكثيرين هو السبب الحقيقي وراء تدهور حالته الصحية والذي تمثل في لعب القمار وشرب الخمر.
اعترف سعد زغلول في مذكراته، أنه أدمن لعب القمار، وشرب الخمر، فقال: كنتُ أتردد بعد عودتي من أوروبا على الكلوب، فملت إلى لعب الورق، ويظهر أن هذا الميل كان بداية المرض، فإني لم أقدر بعد ذلك أن أمنع نفسي من التردد على النادي ومن اللعب، وبعد أن كان بقليل أصبح بكثير من النقود وخسرت فيه مبلغًا طائلًا.
وأضاف في مذكراته: كنت قبل 12 سنة (1901) أكره القمار وأحتقر المقامرين وأرى أن اللهو من سفه الأحلام واللاعبين من المجانين، ثم رأيت نفسي لعبت وتهورت في اللعب وأتى عليّ زمان لم أشتغل إلا به ولم أفتكر إلا فيه ولم أعلم إلا له ولم أعاشر إلا أهله، حتى خسرت فيه صحة وقوة ومالًا وثروة.
وحكى المذكرات عن حياته في أوروبا، قائلًا: «كنت أفطر مع الست والباشا، أي مصطفى فهمي، وحسين ابن محمود صدقي في التاسعة، وبعد أن نتمشى مع الباشا قليلا نعود إلى البيت لنلعب البوكر مع الست وحسين إلى الساعة ثمانية، ونتمشى قليلا ثم نعود لنلعب البوكر إلى الساعة 11 مساء، وقد انفعل أثناء اللعب عند الخسارة وصادف أن الزهر كان يعاكس وكان زهر (حسين) سعيد، لكن مع ذلك كسبت ولم أخسر».
سعد زغلول ذو الخطب السياسية
وأشارت المذكرات إلى أثر لعب الورق في حياة سعد زغلول خاصة حياته الاقتصادية؛ حيث وقع الذي يقتني الضياع الواسعة، تحت طائلة ديون كثيرة؛ ما دفعه عام 1910 إلى أن يبيع الضيعة التي اشتراها بناحية قرطسا (بحيرة) لقاء 12 ألف جنيه.
وقال الراحل أكد سعد زعلول: بعت هذه الأطيان وذهب كل ثمنها أدراج الرياح فلم استفد منه فائدة، وأوضحت المذكرات أنه باع الضيعة الأخرى بدسونس ومطوبس عام 1918 بمبلغ 16 ألف جنيه.
أما عن حديث الجميع عن أن الراحل كان مدمن كوحليات فقال الدكتور عاصم الدسوقى، أستاذ التاريخ الحديث بجامعة حلوان، إن الراحل سعد زغلول ذكر فى مذكراته أشياء لا يمكن نشرها للرأى العام، لكنه كان يسجل ذلك؛ لأنه كان على علم بأن تلك المذاكرات لن تنشر مستقبلًا.
وقال الدسوقى: إن الزعيم الراحل سعد زغلول، فضح نفسه واعتراف بممارسته للقمار في مذكراته، موكدًا أن داء الخمر والقمار تمكن منه، وفي المنفى في جزيرة مالطا كتب مذكراته، أن أعمال العنف فى ثورة 1919 أمور تضر بقضيتنا.
مذكرات سعد زغلول
كما ذكر المؤرخ عبدالرحمن الرافعي في كتابه «مصطفى كامل.. باعث الحركة الوطنية» في حديثه عن سعد زغلول: لقد بدأ الزعيم حياته السياسية صديقًا للإنجليز، وختمها كذلك صديقًا للإنجليز، وبدأها بمصاهرة أشهر صديق للإنجليز عرفته مصر في تاريخ الاحتلال من أوله إلى آخره وهو مصطفى فهمي باشا، أول رئيس وزراء في مصر بعد الاحتلال.
وقال الكاتب محمد محمد حسين في كتابه الاتجاهات الوطنية في الأدب المعاصر: اختار اللورد كرومر سعد زغلول وزيرًا للمعارف، فحاول بمجرد تعيينه إحباط مشروع الجامعة المصرية، وتصدى للجمعية العمومية حينما طالبت الحكومة في مارس 1907 بجعل التعليم في المدارس الأميرية باللغة العربية، وكان وقتئذ بالإنجليزية، وكان الاحتلال هو الذي أحل اللغة الإنجليزية محل العربية في التدريس.