ما حكم الشرع في ترك الأم لأبنائها وسفرها للعمل؟
تضطر بعض الأمهات للسفر لاستكمال دراستهن أو للعمل إذا لم تتوافر لهن فرصة مناسبة بدخل مرتفع في البلد اللاتي يعيشن به؛ وذلك لتوفير حياة كريمة لأولادهن، وفي بعض الأحيان لا تسمح لهن الظروف باصطحاب صغارهن معهن لظروف ما، ما يدفعهن إلى تركهم لأزواجهن أو لعائلتهن للاعتناء بهم في ظل غيابهن وعدم تواجدهن معهم.
في هذا الصدد، يقول الشيخ محمد عثمان البسطويسي، مدير المساجد الأثرية بوزارة الأوقاف، إن دور الأب هو أن يتكفل بمصروفات الأسرة والأم هي مَن تعمل على رعاية كل أفرادها والاعتناء بهم، لذلك جعل الله الجنة تحت أقدامهن لما يقدموه من خدمة عظيمة لأزواجهن وأولادهن ولما تتكبده من عناء ومشقة في ذلك، مشيرًا إلى أن الأم التي تسافر من أجل تحصيل المال أو الدراسة مع إهمالها أولادها آثمة لأن كل أم راعية مسؤولة عن رعيتها.
أضاف، في تصريحات لـ«القاهرة 24»، أن الأم إذا ضمنت أنه في حال سفرها سيكون هناك من يحمي أطفالها ويتابعهم وينفذ الدور الذي تعمل عليه على أكمل وجه فلا مانع من سفرها، ولكن إذا كان غير ذلك فدرء المفاسد أولى من جلب المصالح، لافتًا إلى أن المفسدة هنا هو ضياع الأولاد بسبب غياب الأم والمصلحة أنها ستوفر لصغارها ما يحتاجونه منها وما خلقها الله لأجله وأمرها به.
أوضح البسطويسي أن هناك بيوتًا كثيرة فسد أولادها بسبب غياب أحد الوالدين سواء الأب أو الأم، مضيفًا أن تربية ولد صالح يعود على الأم بمنفعة من حسنات تستمر حتى بعد وفاتها، قائلًا: «أنا أبني ابني ولا أبنيله»، أي أن الأم إذا علمت أبناءها ما تنص عليه الشريعة الإسلامية والحلال والحرام أفضل لها من أنها تسعى لتوفير المال له، لأن الولد إذا نشأ تنشئة صالحة وجيدة سيكون على قدر من المسؤولية أن يوفر هذا المال لنفسه فيما بعد.
تابع مدير المساجد الأثرية بوزارة الأوقاف أنه إذا تمكنت المرأة من اصطحاب أبنائها معها في سفرها فالأفضل لها أن تفعل ذلك، وإن لم تستطع فعليها أن توفر لهم شخصًا أمينًا قادرًا على أن يراعي صغارها خلال فترة سفرها ولكن مع المتابعة المستمرة لهم والتواصل معهم بشكل دائم، مؤكدًا أن الأولاد أمانة سنُسأل عنهم أمام الله، مشيرًا في ذلك إلى قوله صلى الله عليه وسلم: «كَفَى بِالْمَرْءِ إِثْمًا أَنْ يُضَيِّعَ مَنْ يَعُولُ».