فريدريك نيتشه.. فيلسوف ولد من رحم البؤس والوحدة
توفي في مثل هذا اليوم 25 أغسطس من العام 1900 أحد أشهر وأهم الفلاسفة في العصر الحديث، الفيلسوف الألماني فريدريك نيتشه، بعد 11 عاما من إصابته في رأسه وتشخيصه بأنه مريض عقلي.
ولد فريدريك نيتشه في 15 أكتوبر عام 1844، توفي والده وعمره 5 سنوات فقط، وقامت أمه على رعايته، اتسم منذ ولادته بالضعف البدني، وكانت أسرته مكونه من أمه وأخته وعمتيه وجدته، فجعله هذا العالم النسائي أكثر انعزالًا عن الناس، عاش طفولة بائسة على حد وصفه، بسبب المجتمع الذي كان ينبذ المرأة في ذلك الوقت، وبدأ يهرب من هذا المجتمع بالقراءة والاطلاع، أثناء دراسته في المرحلة الثانوية بدأ بكتابة بعض الأشعار، وحاول أحيانًا تأليف بعض المقطوعات الموسيقية.
التحق نيتشه بالجامعة في عام 1864 حيث درس فيها فقه اللغة الكلاسيكي، واللاهوت البروتستانتي، كان الفيلسوف العالمي شاوبنهاور هو بوابة نيتشة لدراسة الفلسفة والتركيز عليها بشكل كبير فيما بعد، أول أعماله التي لفتت الانتباه له في ذلك الوقت، كتاب درس فيه التراجيديا اليونانية ومسرح إسخيلوس، بشكل لغوي، وفني، وفي ذلك الوقت وقعت الحرب النمساوية البروسية، وانضم للجيش رغم ضعف جسده، في عام 1868، وهناك سقط من على ظهر حصان فتكسرت إثر هذا الحادث عظام صدره، وعجز لفترة عن المشي.
نيتشه.. كيف تسبب حصان في مرضه ثم وفاته؟
تعرف نيتشه على فاجنر الموسيقار العالمي، وكان فاجنر من أكثر الداعمين لأعماله وكتاباته، خاصة أنه كان محبا للموسيقى، لكنه بسبب بعض الأحداث حدث بينهما خلاف وانتهت علاقتهما، وبدأ بعدها في التركيز على الفلسفة والدراسات الفلسفية.
أتى نيتشه بأشياء لم يأت بها أحد من قبله في تاريخ الفلسفة الحديثة، كما اشتهر ببلاغته الرفيعة ولغته الخاصة، أحب فتاة تدعى سالومي كانت تلميذة له لكنها لم تبادله نفس الشعور، تقدم لها عدة مرات وصارحها بمشاعره، لكن لم تقبل أبدًا، مما زاد بؤسه وعدوانيته تجاه العالم.
في عام 1889 كان يسير في أحد الشوارع فوجد رجلا يضرب حصانًا، فأسرع واحتضن الحصان من رقبته، فوقعت عليه إحدى الضربات فسقط على الأرض صريعًا، ونقل إلى منزله، وأحس أنه يحتضر، فأوصى أخته ببعض الأشياء، لكنه ظل يعاني صحيا بسبب تلك الواقعة، وظلت أخته تقوم على رعايته حتى وفاته 1900.