تُقيد وتُدحرج فوق مُرتَفع.. عالم أزهري يحذر من تقليد قديم لعلاج العقم
الكحريتة.. تقليد لعلاج العقم وتأخر الإنجاب، يزعم امتداد أصله إلى الفراعنة، إلا أنه ما زال قائمًا في بعض قرى الصعيد حتى أيامنا هذه، حاله كحال العديد من الأساليب الصادمة للعقل التي يستخدمها العامة لحل مشاكل تأخر الإنجاب.
يعمد الأهل أثناء ممارسة ذلك التقليد إلى المرأة المتأخرة في الإنجاب، فيغلفونها بقطعة قماش تغطيها من رأسها حتى قدميها، مع إحكام تقيدها من أعلى وأسفل، ثم دحرجتها فوق أحد المنحدرات وصولًا إلى الأرض.
يعتقد بعض أهالي الصعيد أن ذلك يساعد المرأة على الإنجاب فيما بعد، مرجعين الأمر إلى الخوف الذي تملكها حال دحرجتها فوق المنحدر، فما موقف الشرع من ذلك؟
في إجابة عن التساؤل السابق، يقول الدكتور رمضان عبد الرازق، الداعية الإسلامي، وأحد علماء الأزهر الشريف، إن هذا الأمر مخالف لشرع الله عز وجل؛ لما فيه من الاعتقاد بأنه جالب للنفع دافع للضرر، فالنافع والضار هو رب العالمين.
أضاف عبد الرازق خلال حديثه لـ القاهرة 24، أن الكحريتة هي أشبه ما يكون إلى الحجاب، الذي اعتاد تعليقه أو حمله من يخشى الإصابة بالحسد، كما شبهها كذلك بالتميمة، التي يرتديها البعض ظنًا منهم أنها تجلب الحظ، مؤكدًا أن تلك الأمور غير جائزة شرعًا.
كما أشار الداعية الإسلامي إلى أن حل مشاكل تأخر الإنجاب والعقم إنما يكون بالأسباب التي شرعها الله سبحانه وتعالى لنا، والمتمثلة في استشارة الأطباء المتخصصين؛ لطلب العلاج، منوهًا إلى وجوب اليقين بالله وشفائه.
أوضح العالم الأزهري أن الشفاء بيد الله عز وجل لا يتحقق إلا بأمره، وأن الأطباء مجرد أسباب لذلك الشفاء، منوهًا إلى وجوب طلب الشفاء من الله، والعلاج من الأطباء.
لفت الدكتور رمضان إلى أن الإنجاب هبة من الله عز وجل، يهبها من يشاء، مستدلًا بقول الله تعالى: «يهبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ*أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا وَيَجْعَلُ مَنْ يَشَاءُ عَقِيمًا إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ».
استطرد قائلا إن الله جل وعلا وضع الطب كطريق للعلاج وسبب للشفاء المتحقق بإرادته تعالى، ناصحًا من تأخر إنجابها بالتوجه إلى الطب، للوقوف على أسباب مصابها، وطريقة علاجه بما يرضي الله، ويجدي نفعه حقًا.
ذكر رمضان أن مثل هذه الخرافات والأساطير ليست سوى خزعبلات، لا يليق بالمسلمين اتباعها، فهي مخالفة لشرع الله وعقيدة الإسلام والمسلمين.
كما استنكر العالم الأزهري على المصدقين بفائدة ذلك التقليد وأشباهه ما هم عليه، لافتًا إلى أننا نعيش في القرن الحادي والعشرين، حيث وصل الطب إلى مرحلة رهيبة من التطور، بالحد الذي يجعل تعجيزه نادرًا.