حصد بطولات في الوشو.. قصة مصري سافر الصين لدراسة هندسة الإلكترونيات │ صور
الزمان 2015، والمكان بكين في جامعة المواصلات، يقف هناك إسلام حسن الذي لا يعرف إلا بضع كلمات في اللغة الصينية، ليلقى مصيره ويبدأ الدراسة بكلية الهندسة، بعد حصوله على منحة ممولة بالكامل من مؤسسة مصر الخير.
حصل إسلام حسن من الأقصر على منحة مؤسسة مصر الخير للدراسة في جامعة المواصلات بكلية الهندسة، بعد مروره بـ4 اختبارات أولها اختبار اللغة الإنجليزية «تويفل»، وبعدها نجح إسلام في اختبار مستوى الذكاء، ليجري المقابلة الشخصية، والمرحلة الأخيرة كانت الكشف الطبي.
انتقل إسلام للدراسة في الصين، وأكد لـ«القاهرة 24»، «الدراسة كانت بالصيني في جامعة المواصلات»، متابعًا «أول 6 شهور ندرس اللغة الصينية ويجب الوصول للمستوى الرابع للاستمرار في المنحة، ومن يحصل على أقل من هذا المستوى، تخصم منه المنحة، ويكمل الدراسة على نفقته الخاصة».
وكان إسلام يطبق ما يدرسه في اللغة الصينية، بنزوله الجامعة والتحدث لأشخاص لا يعرفهم، للتأكد من مدى فهمهم لحديثه باللغة الصينية.
أوضح إسلام، الحاصل على 94% بالثانوية العامة، أن الحد الأدنى للقبول بالمنحة 85%، للدراسة في تخصصات الهندسة والميكاترونيكس والإلكترونيات.
أكد أن المنحة في بدايتها كانت تقبل من شعبة علمي علوم فقط ولكن بعد ذلك أصبحت تقبل الطلاب من شعبة علمي العلوم والرياضة أيضًا، مضيفًا: «المنحة توقفت في 2019، بعد تحقيق هدفها، حيث تمثل هدفها في 100 دارس في الصين».
94 % لم تمكن إسلام من اللحاق بكلية الهندسة في مصر، وقرر الرجوع عن قراره بآخر لحظة ولم يسافر لتقديم التظلمات بأسيوط، وتقبل القدر قائلًا: «كنت هدخل كلية حاسبات ومعلومات»، وبدأ في البحث عن المنح الدراسية، وكانت منحة الدراسة بجامعة المواصلات أول منحة ظهرت له، قدم بها وخلال شهر كان إسلام في الصين.
السفر والاغتراب والثقافات الجديدة كلها عوامل ساعدت إسلام على الانفتاح الثقافي، «قبل السفر كان تفكيري ضيقًا» وقال إسلام تلك الكلمات معبرًا عن تجربته بالصين، مضيفًا أنه يعرف كثيرًا من اللغات والثقافات والمعلومات مقارنة بمن درسوا الهندسة في مصر، ولم يخوضوا تجربة الدراسة في الخارج.
لم يعمل إسلام بمجال هندسة الإلكترونيات الذي تخصص به في جامعة المواصلات فقط، ولكن عمل مصمم جرافيكي ومدرس ومدرب لغة إنجليزية، وعمل مترجمًا وبائعًا في الصين، وذلك انطلاقًا من رغبته في الانخراط في الثقافة الصينية بكل مجالاتها، مؤكدًا: «حبيت مجال الترجمة جدًا، لأني بحب اللغات وبشوفها اسمي شيء في الوجود».
بالإضافة إلى تعلمه اللغة الصينية، تعلم إسلام اللغة الروسية وإتقانه اللغة الإنجليزية، ودرس الوشو وهو نوع من رياضة الكونغو فو، وشارك في عديد من المسابقات وحصل على جوائز وشهادات تقدير وميداليات كثيرة.
لم تكن الصين الدولة الوحيدة التي يسافر إليها إسلام، فتم استضافته في تايلاند من قبل عائلة هناك بغرض التبادل الثقافي، فضلًا عن زيارته لفرنسا التي كانت حلمه قبل السفر للصين.
أنهى إسلام فترة دراسته بالصين بعد 5 سنوات ليعود إلى مصر، تحديدًا مسقط رأسه الأقصر، والمفاجأة أنه عمل بمجال الترجمة، ولم يعمل بمجاله هندسة الإلكترونيات.
أوضح إسلام، في نهاية حديثه لـ«القاهرة 24»، أنه يعمل على مشروعه الخاص، وهو إنشاء شركة استيراد وتصدير، وبالفعل كوّن فريقين من مصر والصين، وتستمر محاولاته بتكوين علاقات في مجال عمله بالجمارك والميناء لتدشين شركته.