أنطون بروكنر.. ألف أول سيمفونية وعمره 40 عام وأصابته لعنة بيتهوفين
تمر اليوم ذكرى ميلاد الموسيقي النمساوي، الذي اشتهر بسيمفونياته ومقطوعاته الموسيقية الكنسية، «أنطون بروكنر» المولود في 4 سبتمبر عام 1824، ولعل سبب اشتهاره بالموسيقى الكنسية يرجع كونه مكث في دير وهو صغير وكان يعمل فيه كمرتل، وتعلم بعد ذلك العزف هناك على آلة الأرغن، وقد تأثر به أدولف هتر الزعيم النازي كثيرًا، والذي يقال أنه عندما سمع السيمفونية السابعة له، صرخ وقال كيف يمكن لأي شخص أن يقول أن النمسا ليست ألمانية!، هل هناك شيء ألماني أكثر من النقاء النمساوي القديم.
كان القرن التاسع عشر مليئًا بالزخم الفني في الموسيقى الألمانية، حيث ظهر العديد من الأصوات الهامة والتجارب الملهمة، وكان أنطون بروكنر أحد أهم الموسيقيين الألمان في ذلك القرن، ولد في مدينة أنسفيلدن، لعائلة فقيرة، ووالده كان متدينًا ويعمل مدرسًا لقريته، لكنه مات وهو طفل صغير.
في عام 1845 عين مساعد مدرس في سامن فلوريان، وواصل تأليف الموسيقى في تلك الفترة وكان عمره 21 عام، وفي 1848 عين عازف الأرغن الرئيسي في كنيسة سانت فلوريان، وشهدت تلك الفترة تقدمًا كبيرًا في مستواه، وأخرج وقتها قداسًا رائعًا، وفي 1856 تقدم للحصول على منصب عازف أرغن الكاتدرائية في لينز، وتم تعيينه.
إنجاز السيمفونية الأولى وبداية شهرة أنطون بروكنر
في عام 1866 أكمل بروكنر كتابة السيمفونية الأولى له، وأصيب في نهاية العام بانهيار عصبي جلس بسببه ثلاثة اشهر في إحدى المصحات حتى يتعافى منه، كما التقى بريتشارد فاجنر عام 1865 والذي كان متأثرًا به كثيرًا، ويحب أعماله، وعندما بلغ من عمره 44 عام قرر الذهاب إلى فيينا، وعمل هناك كمدرس موسيقى دون أجر أو بأجر ضعيف، في سبيل البقاء في عاصمة العالم الموسيقية.
عين أخيرًا كمحاضر في جامعة فيينا عام 1875، وانتخب عضوًا في موسيقى الحجرة، في تلك الفترات اشتهر بروكنر، وأخذت أعماله تحظى بعناية، وازداد انتاجه وعروضه الموسيقية، حتى أواخر التسعينات، كان وقتها موسيقي مشهور، وحصل على الدكتوراه الفخرية من جامعة فيينا.
اشتهر له السيمفونية الأولى والتي كانت رومانسية للغاية، والخامسة التي ظهر فيه أسلوبه الخاص بشكل واضح، والسابعة، والسيمفونية التاسعة التي أصابته لعنتها، كانت أعماله تشبه بيتهوفين في طريقة تأليفها، وبيتهوفين أصيب بمرضه في أثناء تأليفها وفقد السمع، وخاتمة بروكنر كانت أثناء تأليفه السيمفونية التاسعة التي مات قبل أن يتم كتابتها في عام 1894.