الإفتاء تحسم الجدل حول علاج مرضى السرطان بمادة الهيبارين المستخلصة من الخنزير
استقبلت دار الإفتاء المصرية، سؤالًا على موقعها الالكتروني، يتضمن: حكم علاج مريض السرطان بمادة الهيبارين المستخلصة من الخنزير؟.
أجابت الإفتاء، أنه إذا كانت مادة الهيبارين المُستخلصة من الخنزيرن قد استحالت إلى مادة أخرى بالمعالجة الكيمائية أو بغيرها فلا مانع من استخدامها في الحقن؛ لأنها حينئذٍ تكون قد استحالت من طبيعتها الخنزيرية إلى طبيعة أخرى جديدة، والاستحالة أحد وسائل طهارة الأعيان النجسة؛ وأصل ذلك ما تقرر من أن الخمر إذا تخللت بنفسها طهرت وقيس عليها غيرها.
أضافت الدار المصرية، إذا كانت مادة الهيبارين، كما هي لم تتغير فإن جواز استخدامها مرتبط بعدم وجود بديل متوافر لها، فإن لم يوجد لها بديل طبي، أو وُجِد، ولكنه لم يتوافر لديكم فلا مانع من استخدامها؛ لأن الضرورات تبيح المحظورات، مستشهدة بقوله تعالى: وَقَدْ فَصَّلَ لَكُمْ مَا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ إِلَّا مَا اضْطُرِرْتُمْ إِلَيْهِ، وقوله الكريم: فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ.
شددت الدار على ضرورة تقدَّر بقدرها، فلا يزيد على ما تندفع به الضرورة؛ لأن الضرورة أصل لإباحة المحظور، فإذا زال الأصل زال الفرع، وعاد المحظور غير مباح، فلو لم يجد المريض بدًّا من تناول الدواء المشتمل على مادة الهيبارين المُستخلصة من الخنزير فله ذلك بقدر ما يدفع عنه المرض لا يزيد عليه.
