السر في السجود.. علي جمعة يوضح سبب منع النساء من الإمامة في صلاة الجماعة
قال الدكتور علي جمعة، رئيس اللجنة الدينية بمجلس الشيوخ، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، والمفتي السابق للديار المصرية، إن الصلاة عبادة شرعها الله بكيفيتها وهيئتها، لم يجتهد في رسمها أحد، وجعل الله لها شروط صحة.
أضاف جمعة، في منشور له عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، أن الإسلام جعل ذكورة الإمام شرطًا لصحة صلاة الجماعة، منوهًا بأنه ليس حقًّا للرجل، ولا انتقاصًا للمرأة، بل هذا أمر تعبدي في المقام الأول.
أشار عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف إلى اتفاق المسلمين على تكريم المرأة، حيث إن جميعهم رأوا أن منعها من إمامة الرجال من باب التكريم لا من باب الإهانة والانتقاص.
لفت المفتي السابق للديار المصرية إلى أن من أوامر الإسلام لهذا الغرض أيضًا أن الله تعالى أمر النساء أن يقفن خلف صفوف الرجال، لأن صلاة المسلمين قد اشتملت على السجود، فكان ذلك من قبيل قول العرب: «إنما أخرك ليقدمك»، فتأخير النساء في صفوف الصلاة ليس نوعًا من أنواع الحط من كرامتهن، بل ذلك إعلاء لشأنهن، ومراعاة للأدب العالي، وللحياء، وللتعاون بين المؤمنين ذكورًا وإناثًا على الامتثال للأمر بغض البصر.
بيّن جمعة أن مسألة «إمامة المرأة للرجال في الصلاة» ينظر إليها من زاويتين، الأولى: هي زاوية الواقع العملي للمسلمين، وتطبيقهم الفعلي على مر العصور والدهور، والثانية: هي التراث الفقهي، والواقع النظري المعتمد لديهم.
وبالحديث عن الواقع العملي، قال الدكتور علي جمعة إن المسلمين شرقًا وغربًا، سلفًا وخلفًا، قد أجمعوا فعليًّا على عدم تولى المرأة الأذان، ولا توليها إمامة جماعات الصلاة، ولا توليها إمامة الجمعة، لافتًا إلى أنه لم يعرف تاريخ المسلمين خلال أربعة عشر قرنًا أن امرأة خطبت الجمعة وأمّت الرجال، حتى في بعض العصور التي حكمتهم امرأة مثل «شجرة الدر» في مصر المملوكية، لم تكن تخطب الجمعة، أو تؤم الرجال.
وبخصوص الواقع النظري من خلال النظر في نصوص الشرع والتراث الفقهي للمسلمين، أوضح الدكتور علي جمعة أن الفقهاء قد عرفوا الإمامة بأنها: ارتباط صلاة المصلي بمصل آخر بشروط بيّنها الشرع، فالإمام لم يصر إمامًا إلا إذا ربط المقتدي صلاته بصلاته، وهذا الارتباط هو حقيقة الإمامة، وهو غاية الاقتداء.
استدل العالم الأزهري على صحة حديثه بما ورد في الشرع من أحاديث، من بينها حديث ورقة بنت عبد الله بن الحارث: «أن النبي صلى الله عليه وسلم جعل لها مؤذنًا يؤذن لها، وأمرها أن تَؤم أهل دارها».
لفت أيضًا إلى حديث جابر بن عبد الله في روايته لخطبة من خطب النبي صلى الله عليه وسلم، حيث قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم.. إلى أن قال عنه صلى الله عليه وسلم: «ألا لا تَؤُمَّنَّ امرأةٌ رجلًا، ولا يؤم أعرابي مهاجرًا، ولا يؤم فاجر مؤمنًا إلا أن يقهره بسلطان يخاف سيفه وسوطه».