لماذا اعتبر ريتشارد شتراوس صاحب المدرسة الحديثة في الموسيقى الكلاسيكية؟
ريتشارد شتراوس، الموسيقي الألماني الرائد، هو صاحب الصوت الحداثي في الموسيقى الألمانية، والذي رحل عن عالمنا في مثل هذا اليوم 8 سبتمبر من العام 1949، تاركًا خلفه إرثًا كبيرًا من الموسيقى والفن العظيم.
تميزت موسيقى شتراوس بأنها استطاعت أن تحافظ على الموسيقى الكلاسيكية، كفن راقٍ له قواعده الصارمة، وفي نفس الوقت دمج فيها شتراوس اتجاهات ومدارس موسيقية حديثة، وخرج لنا بموسيقى كلاسيكية بمذاق مختلف، ولعل ما ساعده على إبداعاته الموسيقية، النشأة التي نشأها، فوالده كان يعمل عازف هورن في الأوركسترا الملكي بميونخ، كما أنه تعلق منذ صغره بموتسارت، وفاجنر، وبرامز، وبيليوز، وغيرهم من رواد هذا الفن العظيم.
بدأ شتراوس بدراسة الموسيقى في ميونخ على يد هانز فون بيلوف، وتعلم فن قيادة الأوركسترا، حتى قاد أوركسترا ميونخ السيمفوني، وأوركسترا برلين، وعين قائدًا لأوركسترا أوبرا فيينا السيمفوني، وقد تميز شتراوس بقدرته الاستثنائية في علم التوزيع الأوركسترالي.
أهم أعمال شتراوس السيمفونية
كانت بداية شتراوس السيمفونية، مع سيمفونيته آوس إيتالين، وحازت تلك السيمفونية إعجاب النقاد، وكان شتراوس يتبع فيها المذهب الرومانتيكي في الموسيقى، ثم جاءت بعد ذلك «دون جوان» 1889، وكان عمره وقتها 25 عامًا، وفي عام 1896، ألّف هكذا تكلم زرادشت، التي استمد أحداثها من فلسفة نيتشه، واعتبرت سيمفونية بطابع فلسفي وعميق، وعام 1898 كتب دون كيشوت وهي من أعماله المهمة والمشهورة، أما عمله السيمفوني الأهم والأشهر هو المسخ.
أهم أعمال شتراوس الأوبرالية
في الأوبرا كانت بدايته مع أوبرا سالومي 1905، عن قصة للأديب أوسكار وايلد، والتي تدور أحداثها في عصر المسيح عام 30، وهي عمل أوبرالي متكامل الجوانب، يغلب عليه اللون التراجيدي، وكتب أوبراه الكوميدية التي تميزت بطابع مرح إنترمتسو عام 1924، وهي أوبرا من فصلين، كتب هوّ حوارها، ودارت قصتها حول عائلة من البرجوازيين.
والعملين الأهم في الأوبرا لشتراوس، وأيضًا الأخيرين له هما دي شفا يجزامي فراو أو المرأة الصامتة، عام 1935، وهي أوبرا تكونت من 3 فصول، وعام 1942 كان العمل الأخير له كابريشيو محاورة موسيقية، تكونت من فصل واحد طويل، وساد عليها الطابع الكوميدي.
