الثلاثاء 05 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

نوادر جحا| من يسمع كلام الناس يذهب إلى البيمارستان

لوحة تخيلية لشخصية
ثقافة
لوحة تخيلية لشخصية جحا
الخميس 09/سبتمبر/2021 - 07:33 ص

جحا، أو نصر الدين كما يطلق عليه الصوفيون، شخصية خيالية، يُنسب إليها العديد من المواقف الطريفة، والتي يكون وراء طرافتها مغذى آخر تعليمي، أو بعد فلسفي، تنتشر نوادر جحا في جميع أنحاء البلدان العربية، وصارت جزءًا من هويتنا الثقافية، والنادرة هي ما خرج من الكلام عن ما هو معتاد لدى الناس، ونحن اليوم نعرض إحدى تلك النوادر التي نسبت له، وتحمل في طياتها بعد فلسفي، بالإضافة إلى طرافة الحكاية.

تقول الحكاية:

كان لـ جحا ولد عاص، كلما أمره بعمل، لا يقوم به، ويقول له: وماذا يقول الناس عنا إن عملناه؟! 

فأراد جحا أن يلقنه درسًا يعلمه أنّ رضا الناس غاية لا تدرك.

فركب حماره وأمر ابنه أن يتبعه، وبعد سيرهم خطوات قليلة، مر ببعض النسوة فقاموا بشتمه.

قالت له النسوة: أيها الرجل، أما في قلبك رحمة؟! تركب أنت وتدع الصبي الضعيف يعدو وراءك؟!
فنزل جحا عن الحمار، وقال لابنه اركب أنت، وسار مسافة قليلة، فمر بجماعة من الشيوخ، فضرب أحدهم كفٍّا بكف، وأشار لمن معه عليه وقال: لمثل هذا فسد الأبناء، وتعلموا عقوق الآباء! أيها الرجل، تمشي وأنت شيخ، وتدع الدابة لهذا الولد، وتنتظر بعد ذلك أن تعلمه الأدب والحياء؟!
فقال جحا لولده: تعال إذن نركب الحمار معًا. 

وما هي إلا بضع خطوات، حتى مر بهما جماعة من المتعاطفين مع الحيوان فصاحوا بهما: أما تتقيان لله في هذا الحيوان الهزيل؟ أتركبانه معًا، وكلٌّ منكما يزن من اللحم والشحم ما يزيد على وزن الحمار؟!
فقال جحا لولده: انزل وسنمشي معًا ونترك الحمار يمشي أمامنا، حتى نتفادى سوء الكلام من النساء والشيوخ وأصدقاء الحيوان.
وبعد مسافة أمتار قليلة  مر بهما طائفة من الناس أخذوا يضحكون عليهم ويقولون لهما:

ولله ما يحق لهذا الحمار إلا أن يركبكما أو تحملاه وتريحاه من عناء الطريق!
فذهب جحا إلى شجرة، وأخذ منها فرعًا متينًا وربط فيه الحمار، وحمل الفرع من طرف ووضع الطرف الآخر على كتف ولده، فإذا البلد كله تمشي لتشاهد هذا الركب العجيب.

فجاء الشرطي وفض هذا الزحام وأخذهما إلى البيمارستان «المستشفى العقلي». 

قال جحا لابنه وهما في الطريق: هذه يا بني عاقبة من يستمع إلى كلام الناس، ولا يعمل عملًا إلا ابتغى به مرضاة الناس!

تابع مواقعنا