ما حكم تشغيل القرآن الكريم وعدم الاستماع إليه؟.. الإفتاء تجيب
كشفت الأمانة العامة لدار الإفتاء المصرية، حكم تشغيل القرآن الكريم وعدم الاستماع إليه.
عبر موقعها الرسمي، أجابت دار الإفتاء قائلة، إن القرآن الكريم كلام الله وهو الحق المُبين، ولا يُحيط بما فيه إلا الله، ولا يمكن لمخلوق أن يُحيط ببعض ما فيه ولا يُدرك دقائق مُعاينة، لكن الله أكرم الإنسان بأن خاطبه بكلامه تعالى وبلسان بني آدم؛ لكي يعلمه أصول الحقائق، ويفتح أمام عقله آفاق التفكير والنظر؛ والله يقول عن كتابه: وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ، وأرشد المولى عز وجل الإنسان بأن يتدبر آيات كتابه حيث قال تعالى: كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ.
كما أرشد الله تعالى بتدبر آيات كتابه ذكر تعالى أن القرآن: بَصَائِرُ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ"، وقد أمر الله تعالى بالإنصات عند تلاوته؛ إعظامًا له واحترامًا، حيث قال تعالى: وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ، كذلك قال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى: وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ، يعنى: في الصلاة المفروضة.
أوضحت أنه من آداب الاستماع للقرآن، الإنصات إلى الآيات التي تتلى، وفهم معانيها، والتأثر أيضًا من آيات الزجر، والانشراح لآيات الرحمة وما ينتظر المُؤمن من ثواب عظيم أعده الله للمتقين من عباده؛ وذلك امتثالًا لقوله تعالى: وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ، والواجب أن يلتزم السامعون للقرآن الذي يتلى عليهم في المذياع أو من أحد القارئين هذه الآداب وألا يشغلوا أنفسهم بأحاديث تبعدهم عن الإنصات للقرآن وفهم معانيه.
أضافت دار الإفتاء، أن القرآن الكريم ليس في قراءته وسماعه ضرر، بل هو نور وهداية ورحمة لجميع الخلق بما في ذلك الإنس والجن والسماوات والأرض والشجر والدواب؛ لأن كل شيء يسبح بحمده؛ قال تعالى: تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ، مشيرة إلى أن قراءة القرآن في أي مكان طاهر مُحترم لا حرج فيها مُطلقًا إذا قصد بها ذكر الله والتعبد ورجاء الثواب من الله سبحانه وتعالى أو التعليم للغير كيفية التلاوة أو أحكام القرآن وهدايته؛ ويدل على ذلك إطلاق قوله تعالى: الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ، وإطلاق قوله: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللهَ ذِكْرًا كَثِيرًا ۞ وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلً.
تابعت أن القرآن أشرف الذكر، وذلك إلى جانب ما ورد من الحث على قراءة القرآن، وعلى هذا لا مانع من فتح المذياع على إذاعة القرآن الكريم في المحل وغيره مع مُراعاة آداب الاستماع من الهدوء والوقار والاحترام، وعدم رفع صوت المذياع بما يشوش على المستمع أو الجيران.