خبير أثري: الفراعنة اتخذوا السنة النجمية لقياس الزمن والشهور القبطية أسماء لآلهة
قال الدكتور علي أبو دشيش، الخبير الأثري، إن الفراعنة اتخذوا السنة النجمية لقياس الزمن، واحتفلوا بعيد رأس السنة 11 سبتمبر من كل عام، والشهور القبطية أسماء لإلهة فرعونية.
أوضح الخبير الأثري أن رأس السنة المصرية من الأحداث المهمة ليست في تاريخ الحضارة المصرية القديمة فحسب بل في تاريخ البشرية جميعًا، وكان هذا الحدث قبل قيام الأسرة الأولى أي في القرن 43 قبل الميلاد، حيث كانت معظم دول العالم تعيش في ظلام الجهل الذي يخيم على عقولهم وأفكارهم.
أشار أبو دشيش، في تصريحات لـ القاهرة 24، إلى أن المصريين استخدموا تقويمًا فلكيًا منذ أقدم العصور وتوصلوا إلى اختراع السنة، وهذا يدل على أنهم اهتموا بدراسة حركة الشمس الظاهرية وسط النجوم الثابتة، واستنبطوا ذلك من طول السنة النجمية واحتفلوا بعيد رأس السنة أول توت، كبداية للسنة المصرية القديمة (6256) المحتسبة وفقًا لظهور نجم الشعر اليمانية مرة واحدة في السنة وهو كذلك مؤشر لقدوم الفيضان، وقد كان اختراع هذا النظام أو التقويم استجابة لنظام الفيضان وظروف الزراعة فلقد كانت مصر من الوهلة الأولى حضارة زراعية بسبب الفيضان الذي أدى إلى خصوبة هذه الأرض.
تابع الخبير الأثري أن المصري القديم أطلق على هذه أرض مصر اسم «كيمت» أي الأرض الكاملة التي بها كل شيء كالشمس والقمر والأرض والحياة والعالم الآخر، وإن دل ذلك فيدل على مدى وعي المصري القديم ونضوج فكرة المستنير في ذلك العهد القديم.
لاحظ المصريون القدماء أن الفيضان ظاهرة سنوية تتكرر بانتظام وأن نجمة الشعرى اليمانية تظهر في الأفق مع شروق الشمس في اليوم نفسه الذي يصل فيه الفيضان إلى مدينة منف عاصمة مصر حين ذاك، حيث كان الفلكيون المصريون "المتطلعون إلى السماء"، وأن الفيضان هذا هو دموع إيزيس ببكائها على زوجها أوزوريس كما هو معروف في الديانة والأساطير المصرية القديمة.
على أساس هذا رتبوا العمليات والزراعية وتمكنوا من اختراع السنة المكونة من 365 يومًا وتقسيم السنة إلى اثني عشر شهرًا وكذلك الشهر إلى ثلاثين يومًا مقسم إلى 3 أسابيع لكل أسبوع عشرة أيام وكذلك قسموا اليوم إلى ساعات.
واتخذ المصريون القدماء السنة النجمية وحدة أساسية في قياس الزمن وصناعة التقويم وقياسهم هذه الفترة الزمنية ومقدارها 365 وربع يوم بكل دقة، وبذلك يكون الفراعنة هم أصحاب أول وأقدم تقويم عرفه العالم أجمع تم اكتشافه على جدران المعابد في مصر القديمة وهو 1 توت 6256 فرعوني وكانت السنة المصرية في أول شهر توت الموافق 11 سبتمبر من كل سنة عادية، ويوافق 12 سبتمبر من كل سنة كبيسة.