1 توت رأس السنة القبطية.. كيف حسب المصري القديم دورة العام؟
وافق يوم 11 سبتمبر 2021، 1 توت، رأس السنة القبطية 1738 ق، والسنة القبطية هي التقويم المصري القديم، والذي ما زال مستعملا حتى يومنا هذا، حيث يستخدمه الفلاحون، ويعرفون شهوره جيدا، لاستخدامه في ضبط مواقيت الزراعة والمحاصيل.
وضع المصري القديم هذا التقويم، معتمدا على عناصر الطبيعة الملحوظة أمامه، مثل صفاء الجو وتقلبه على مدار شهور السنة، وانتظام فيضان النيل، واستخلصوا من مراقبتهم للتغيرات المناخية، قواعد ساروا عليها، وانتهوا إلى ترتيب الشهور بطريقة معينة.
استخلص المصري القديم، مرور العام بثلاثة أطوار، يمر بها النيل، الطور الأول، ارتفاع مياه النيل على مراحل، حتى تغمر الأراضي الزراعية بالماء، ناقلة معها الطمي الذي يزيد من خصوبة الأرض، والثاني، طور الانخفاض، ولاحظ المصري أن المدة الزمنية بين الطورين، تكون متساوية تماما، والثالث، الطور المُتمّم للدورة النيلية، وتلك الفترة يقوم الفلاح فيها بحصاد ثماره، وقد دون لنا المصري القديم وصف تلك الأطوار الثلاثة على متون المعابد، وقد توصل المصرين من خلال الدورة النيلية، إلى تحديد أيام السنة بـ 365، وهي مدة دورة كوكب الأرض كما نعرف الآن.
وجاء تقسيم الشهور والأيام من خلال تناوب الشمس والقمر والليل والنهار، فجعلوا الدورة القمرية شهرا، ثم قاموا بجعل الشهر أربعة أجزاء، وهي الأسبوع، وتم حساب السنة 12 شهرا، وبعد فترة من استعمال التقويم القمري، وجد المصريون أن أيامه غير منتظمة، وعدم ثبوت مواعيدها يؤثر على مواسم الزراعة.
السنة القبطية والتحول للتقويم الشمسي
استغرق تغيير التقويم وقتا كبيرا لدراسة أحوال الشمس، ومعرفة ضبط السنة بناءً عليها، حتى لاحظ الإله توت، الذي نُسب له استنباط هذا، أن هناك نجم لامع، وهو أبرق النجوم اليمانية، وأنه يلازم الشمس مع سطوعها وغروبها، في ابتداء موسم الفيضان، فأطلق عليه البراق، وبناءً على ذلك، جعل بداية السنة الشمية مع بدء موسم الفيضان، وحددها ب، 12 شهرا، كل شهر 30 يوما، مضيفا إليهم 5 أيام تكميلية، لتصير 365، وبدأت السنة مع اليوم الأول للفيضان بظهور النجم البراق.
سمى المصري القديم الشهر الأول من السنة القبطية، بــ توت، نسبة للإله توت، الذي اكتشف طريقة حسابها، وجاء تقسيم السنة القبطية، على ثلاثة فصول، الأول الفصل الزراعي، يبدأ من شهر توت، ويضم شهور بابة وهاتور وكيهك، ثم فصل الحصاد، يبدأ من طوبة، ثم أمشير وبرمهات وبرمودة، وأما الفصل الثالث، فصل الفيضان، يأتي في بشنس وبؤنة وأبيب ومسرى والخمسة أيام الزائدة.
