خسائر قيمتها 3 تريليونات دولار | كيف ينقذ التنبؤ بالكوارث الطبيعية دول العالم؟ الأرصاد تجيب
يعد التنبؤ بالكوارث الطبيعية أمر في غاية الأهمية بالنسبة للجميع لكن أهميته أكبر لتلك المناطق الواقعة في حزام الزلازل أو يكثر تعرضها لكوارث طبيعية من أعاصير وبراكين وفيضانات وغيرها.
وأشار تقرير جديد شامل صادر عن المنظمة العالمية للأرصاد الجوية WMO أن كارثة تتعلق بأخطار الطقس أو المناخ أو المياه حدثت يوميًا في المتوسط على مدى السنوات الخمسين الماضية، مما أسفر عن مقتل 115 شخصًا وتسبب في خسائر يومية قيمتها 202 مليون دولار أمريكي.
3 تريليونات دولار خسائر.. 11 ألف كارثة
وذكرت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية التابعة للأمم المتحدة في تقرير لها، أن عدد الكوارث الطبيعية، مثل الفيضانات وموجات الحر، الناتجة عن تغيُّر المناخ زادت 5 أمثالها على مدى الـ50 عامًا الماضية وتسببت في خسائر بلغت نحو 3.64 تريليون دولار.
وأوضحت المنظمة العالمية أن أطلس الوفيات والخسائر الاقتصادية الناجمة عن الظواهر الجوية والمناخية المتطرفة أبلغ عن أكثر من 11 ألف كارثة تعزى إلى هذه الأخطار على مستوى العالم، مع ما يزيد قليلا عن مليوني حالة وفاة وذلك في الأعوام من 1970 -2019.
من جانبها قالت الدكتورة إيمان شاكر، مديرة مركز الاستشعار عن بُعد بالهيئة العامة للأرصاد الجوية المصرية، إن التنبؤ بالكوارث الطبيعية من أهم العناصر التي تهتم بها كل دول العالم حاليًا خاصة مع التغيرات المناخية التي فرضت علينا واقع مرير على معظم دول العالم، وحتى كبرى دول العالم لا تستطيع السيطرة على التغيرات المناخية.
وأوضحت شاكر في تصريحات خاصة لـ القاهرة 24، أن هناك كوارث تضطر الدول لإجلاء مواطنيها وقد تدمر مدن بأكملها مثلما تابعنا نهاية الشهر الماضي إعصار إيدا الذي ضرب الولايات المتحدة الأمريكية حيث تم إجلاء ولايات وآلاف من السكان، ومدى شدة عنف التغيرات المناخية والموجات الحادة لا يمكن إيقافها لذلك سُميت بنوبات الطقس الجامحة.
وأشارت إيمان إلى أن الهيئة العامة للأرصاد الجوية أُنشئت منذ عام 1829 ومستمرة حتى الآن في التنبؤات الجوية، وتم استحداث وحدة للإنذار المبكر بمخاطر الطقس وتجرى فيه تنبؤات جوية قبل حدوث الحالة بفترة كافية حتى يمكن للجهات المعنية أن تستعد.
ضربت مديرة مركز الاستشعار عن بُعد، المثل بحالة 12 مارس عام 2020 التي شهدت سقوط كميات غزيرة من الأمطار أثرت على معظم المحافظات، وتم رصد الحالة قبل حدوثها بعشرة أيام والتنبؤ بها وأصدرت الهيئة بيانًا تحذيريًا وعمل مؤتمر صحفي بحضور الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، وكان يتابع الحالة لحظة بلحظة في غرفة العمليات المقامة بهيئة الأرصاد، وكذلك يتم عمل فيديو كونفرانس، مع غرفة دعم واتخاذ القرار بمجلس الوزراء وإرسال الإنذارات والتحذيرات أولًا بأول لكل المحافظات وقطاعات الدولة التي تتأثر بسوء الأحوال الجوية.
أكدت الدكتورة إيمان شاكر أنه كلما كان التنبؤ صادقًا ودقيقًا يؤدي ذلك إلى استعداد أفضل واتخاذ قرارات في محلها مثلما حدث في حالة 12 مارس 2020 حيث أصدر مجلس الوزراء قرارًا باعتبار اليوم عطلة رسمية لسوء الأحوال الجوية، وهو ما قلل الخسائر في الأرواح والممتلكات عما كان في السابق.
ولفتت إلى أن هيئة الأرصاد تمتلك نماذج من التنبؤات العددية وصور أقمار صناعية نتابع من خلالها حالة الطقس كل 5 دقائق وهو تقدم كبير في أجهزة الرصد والاستشعار عن بُعد، ونتمكن من خلالها متابعة الحالة حيث تم تركيب ثلاثة أجهزة رادار لأول مرة في مصر ومتابعة حالة السحب في الغلاف الجوي وكميات الأمطار عن طريقها.