ألقاها والدها من الطابق الخامس ببورسعيد.. ندى تكشف كواليس الواقعة في أول ظهور لها | فيديو
مش هسامحه طول العمر.. حسبي الله ونعم الوكيل فيك يا بابا.. بكلمات ممزوجة بالدموع والألم، روت فتاة بورسعيد ندى مختار، تفاصيل قيام والدها بـ إلقائها من الطابق الخامس بالدور الأخير بإحدى العمارات السكنية بمدينة بورفؤاد.
قضت الإرادة الإلهية أن تعود الروح إلى ندي مختار، بعد توقف قلبها وغيابها تمامًا عن الوعي نتيجة سقوطها من مرتفع يقدر بـ 20 مترًا أو أكثر وتعرضها لإصابات بالغة، وذلك حتى تروي تفاصيل إقدام والدها على قتلها والتخلص من حياتها.
في هذا اليوم، كانت ندى الطالبة بالصف الخامس بالمعهد الفني الصحي ببورسعيد في كورس تعليمي برفقة إحدى صديقاتها، وقامت وهي في طريقها للمنزل بشراء سندوتش من أحد محال التيك أواي بمدينة بورفؤاد، وذهبت إلى منزل والدها المتزوج للمرة الثالثة، وذلك من أجل الحصول على مصروفات للتعليم، خاصة أنه كان يرفض الإنفاق عليهم، ودائمًا ما يتطاول عليها وأختها بسبب رفضه الإنفاق عليهما، ولم تكن ندى تعلم ماذا تخبئ لها الأقدار.
وصلت ندى إلى منزل والدها، ولم يكن بالمنزل إلا هو والطفل الصغير - نجل زوجته الثالثة، والذي يبلغ من العمر 10 سنوات، حيث روت الفتاة، أن الأب ربما كان مُبيتًا لنية انتقامية لم تكن تعلمها، حيث استقبلها من لحظة دخولها لباب الشقة بوابل من الشتائم التي وصفتها بـ الخادشة للحياء، وبدأ بعدها في توجيه الضرب للفتاة بشكل قاسي في الجسم والرأس، حتى أنها شعرت بدوخة، وحاولت تستدعي مشاعر الأبوة وتستغيث به، إلا أن قلبه لم يتحرك وظل ينهال عليها ضربًا، وهو يردد «كفاية عليكم نفقة كدة أنا مش هدفع نفقة».
حاولت ندى مختار، الهروب من والدها القاسي، إلا أنه كان قد أغلق باب الشقة وأخفى المفتاح، فهرولت فتاة بورسعيد إلى أحد الغرف بعدما أقسم لها أن يقتلها وينهي حياتها، وقامت بالاتصال بوالدتها، قائلة: «الحقيني يا ماما بابا نازل ضرب فيا وبهدلني وبيقولي هقتلك».
أثناء المحادثة الهاتفية، استمعت الفتاة إلى خطوات والدها، فأخفت الهاتف فإذا به يلقيها أرضًا، بعد ضربها على رأسها بـ «شماعة»، ويقوم بضرب رأسها بالأرض حتى تفقد الوعي على أصوات الطفل الصغير يناديه: «كفاية ضرب في ندى قومي يا ندى».
غابت ندى عن الوعي تمامًا في منتصف الغرفة، ولم تشعر بما حدث لها، متوقعة أنها سوف تفيق، ومن المؤكد أنها في أمان مع والدها، إلا أنها فوجئت أنها في مكان يشبه المستشفى، وحكى لها الممرضات أنها سقطت من الطابق الخامس، وجاءت إلى هذا مستشفى بورفؤاد غارقة في دمائها، وقلبها متوقف وفاقدة للوعي، وتم وضعها على جهاز التنفس الصناعي لمدة 3 أيام، وكان من المتوقع وفاتها.
هنا استعادت ندى ما حدث لها، وتأكدت أن والدها هو من حاول إلقاءها ليتخلص من جريمته بعدما ظن أنها توفيت حينما سقطت على الأرض، ويلصق بها تهمة الانتحار.
ظلت ندى تُصارع الموت، وتعاني من جُروح وكسور وإصابات جسيمة، حتى جاء إليها من يثبت ويؤكد أن والدها هو المجرم الذي ألقاها من الطابق الخامس، وتقول إن والدها الممرض بهيئة قناة السويس أرسل عددًا من المُمرضات زملائه لها داخل العناية المركزة لإقناعها بعدم الحديث عن اتهام والدها، ومُحاولة إقناعها بأنها ستكون نقطة سوداء في حياتها، ولن تستطيع تحقيق أحلامها واستكمال دراستها، والحصول على الشهادة التي تتمناها.
صرخت ندى في الأشخاص الذين أرسلهم والدها، وتعالى صوتها ففضلوا الخروج، إلا أن الفتاة تأكدت أن المجرم الحقيقي هو والدها، الذي حاول إخفاء جريمة القتل العمد بالضرب بجريمة أكثر قُبحًا وهي إلقاء ابنته من الطابق الخامس.
أكدت ندى أنها لا يمكن أن تكون هي من أقدمت على الانتحار، قائلة: أنا طول عمري بحب الحياة وعندي حلم وهدف في حياتي، وكنت دايمًا مصدر الأمل لأصحابي، وعارفة كويس إن المنتحر كافر وأنا عمري ما أعمل كده أبدًا، مناشدة من يتهمها بهذا الاتهام، أن يتقي الله ولا يشارك في الظلم التي تعرضت له.
تساءلت فتاة بورسعيد عن ذنبها فيما حدث، مؤكدة أنها بعدما كانت صحيحة وتذهب لدروسها وتمارس حياتها بشكل طبيعي باتت قعيدة ملازمة للفراش، حتى أن قطع الأوتار جعل أصابعها لا تتحرك مما يهدد استمرار دراستها وتحقيق حلمها.
نوهت ندى بأنها لن تُسامح والدها طوال حياتها إذا قُدر لها الحياة، مؤكدة أنه أراد قتلها إلا أنه قتل نفسه أمام أبناءه والمجتمع، قائلة: أبويا مات وحسبي الله ونعم الوكيل فيه ربنا ينتقم منه.. أنا مش مسمحاه.. وأنا طول الليل والنهار مش بنام من الوجع وبدعي عليه.
تحقيقات النيابة حملت نفس أقوال الفتاة، ووجهت الاتهام للأب، والذي كان الوحيد بالمنزل وقت حدوث الجريمة بجانب الطفل الصغير، وأكدت أنه ضربها بشكل مُبرح ووجه الشتائم لها وألقاها على الأرض، وضرب رأسها في جسم صلب، وجميعها جرائم يجب أن يُعاقب عليها القانون، بجانب الجريمة الكبرى، وهي جريمة قتلها عمدا بإلقائها من الدور الأخير بعدما ظن أنها توفيت إثر الضرب.
وجهت ندى، استغاثتها إلى الرئيس السيسي، قائلة: «أنا بناشد أبو كل المصريين الرئيس السيسي أنه يقف جنبي وأنا بنته، ويوجه أن يرجع حقي وإني أشوف اللي ظلمني ودمر حياتي يتحاسب وبيأخد جزاءه».
كما أبدت ندى استياءها من عدم القبض على والدها المُتهم، وتركه حرًا يمارس حياته بشكل طبيعي حتى الآن، وهي تصارع المرض نتيجة فعلته الغير آدمية والغير أخلاقية.
كما ناشدت فتاة بورسعيد، رئاسة مجلس الوزراء ووزارة العدل ووزارة الداخلية والجهات القضائية، بمساندتها في قضيتها، والوقوف معها من أجل استرداد حقها، وتطبيق أقصى العقوبة على والدها الجاني، وسرعة القبض عليه وتقديمه للعدالة، قائلة: «كلي ثقة في القضاء وقبل القضاء عارفة إن ربنا هيجيب حقي من كل ظالم».