من طفلة تعشق البيانو إلى أشهر عازفة في أوروبا.. كلارا شومان أيقونة موسيقية مجهولة
عشقت الموسيقى منذ نعومة أظافرها ونشأت في بيت يعشق الفن خاصة العزف على البيانو، حيث إن والدها فريدريش ويك، كان مدرسًا للبيانو؛ لذا بدأت العزف على الآلة نفسها في الخامسة من عمرها.
كلارا شومان، مؤلفة موسيقية البارعة، وعازفة البيانو الكبيرة، زوجة الموسيقي الألماني الشهير روبرت شومان، تحل اليوم ذكرى ميلادها التي توافق 13 سبتمبر من العام 1819، ظهرت موهبتها الفنية منذ الصغر وصارت بعد ذلك طفلة أوروبا المعجزة.
شهد القرن التاسع عشر في ألمانيا ازدهار الموسيقى الكلاسيكية، وانتشار المذهب الرومانتيكي، وظهر في تلك الفترة العديد من رواد تلك الحركة في ألمانيا أمثال، فاوست لودفيج شبور، وهوفمان، وجوزيف فوجلر، وشومان، الذي أحدث طفرة كبيرة في عالم الأوبرا الألمانية.
بدأت كلارا، العزف على البيانو في سن الخامسة بتشجيع من والدها، وصارت في عام 1835 معروفة في جميع أنحاء أوروبا، وتم تكريمها من قبل الحكومة النمساوية عام 1838، وانتخبت عضوًا في جمعية أصدقاء الموسيقى المرموقة في فيينا.
لقاء كلارا وشومان وعلاقتها بيوهانس برامز
التقت بشومان منذ أن كان عمرها 8 سنوات، وأصبحوا أصدقاء، ونمت تلك الصداقة حتى تحولت إلى حب متبادل بين الطرفين، وفي عام 1840 قررت الزواج من شومان، رغم ما واجهته من اعتراضات من والدها، وفي خلال 13 عامًا من الزواج، أنجبت له 8 أطفال.
تعرفت كلارا وشومان على الملحن يوهانس برامز، وكونوا علاقة قوية معه، لكن برامز وقع في حب كلارا، وكتب لها لاحقًا: أتمنى أن أكتب لك وأخبرك بأني أحبك، ودارت العديد من الشائعات حول علاقتهم بعد وفاة روبرت شومان، الذي تدهورت حالته في تلك الأوقات، وانتابه مرض عقلي، وتوفي في عام 1856.
وقامت كلارا بالتوقف مبكرً عن التأليف الموسيقي، وهي في عمر 36، وعللت ذلك بأقوالٍ يائسة، بأنه لم تستطع امرأة التأليف، فهل ستكون هي من تستطيع؟ وأن النساء لا يجب أن تفكر في التأليف، وفي عام 1881 حررت نسخة مجمعة من أعمال زوجها شومان، ونشرتها.
ظلت كلارا تعمل في العزف على البيانو وتعليم الموسيقى، وكانت معلمة للبيانو في كونسرفاتوار فرانكفورت، وكانت من اشهر الفنانين الذين يقدمون الحفلات الموسيقية في أوروبا، وأنهت الطفلة المعجزة حياتها الموسيقية، بعزفها الأخير في مسرح جيواندهاوس لايبزيج عام 1891، وأصيبت بالمرض عقب هذا الحفل إلى أن توفيت في عام 1896.