هارون الرشيد خليفة ألف ليلة وليلة.. هل صدقت الحكايات المنسوبة إليه؟
هارون الرشيد، خليفة المسلمين، خامس خلفاء بني العباس، والذي تولى خلافة المسلمين في مثل هذا اليوم 14 سبتمبر من العام 786، بعد مقتل أخيه الهادي، ووصلت الدولة العباسية في عهده، إلى ذروة مجدها وقوتها.
اشتهر هارون الرشيد لدى عامة الناس عبر العصور من خلال حكايات ألف ليلة وليلة، التي صورت لنا هارون الرشيد، الخليفة القوي، شديد الثراء، الباحث بشكل دائم عن اللذات ومتع الدنيا المختلفة، المحب للشعر والروايات القصصية، ونوادر العرب، فجمعته قصص مع أبي النواس، والأصمعي وغيرهم، الذي تسامره شهرزاد، الحسناء الفاتنة.
اشتهر الرشيد في ألف ليلة وليلة، بعلاقات مع السندباد البحري، المغامر الأسطوري المعروف، وخليفة الصياد، وحكايات كثيرة جمعته هو ووزيره جعفر، ووصيفة مسرور، تلك الشخصية التي علقت في أذهان الكثيرين، فيخرجون مُتخفيين إلى شوارع بغداد ليلًا، بحثًا عن السمر، والملاهي، وأثناء ذلك يقعون في المواقف الغريبة، ويروون قصصا خيالية تحدث أمامهم أو تُحكى لهم.
اشتهر عنه حُبه الجم للنساء، فيُحكى عنه أنه كان شديد الولع بهن، وتقام المجالس المليئة بالنساء الحسناوات والجواري في قصره بشكل دائم، وتنتشر الخمور، والرقص والملابس والهدايا الباذخة، ويسامره في تلك المجالس عددا من أصحابه المقربين، ووزرائه.
حكايات ألف ليلة وليلة بين الحقيقة والخيال
رغم ملامسة تلك القصص لبعض الحقيقة، إلا أن معظم أحداثها كانت من وحي الخيال، فهي في النهاية قطع فنية لا تلتزم بمعيار التاريخ وأحداثه، هي تأخذ من التاريخ مطية لها لتتناوله في زاوية تجذب الجمهور، لكن أيضًا لا يجب إغفال أهميتها الكبيرة في تصوير الأحداث والشخصيات التاريخية خاصة عند العامة.
من الأشياء التي لامست حقيقة الرشيد، تواضعه، وفروسيته، وعطائه الكثير، وبذخه، وورعه، وحُبه للعلم والعلماء، ومن الأشياء الإيجابية التي تحققت بفضل تلك القصص، شهرة هارون الرشيد، فأسمه معلومًا للقاصي والداني حتى يومنا هذا، بل وعرفه الغرب أيضًا من خلال تلك القصص، التي صورت الشرق لهم أرض الثراء، والترف، والعلم، والقوة، وعلى رأس هذا الشرق الغني المتميز هارون الرشيد، وارتبط عند العامة دائمًا عندما يذكر الاسم، بالبهاء والبذخ، حتى أنهم يضربون به الأمثال في البذخ واللهو وغير ذلك.