3 أسباب دفعت ملف سد النهضة نحو الهدوء.. ومصادر تكشف تفاصيل الوضع الحالي
تحركات دبلوماسية لا يمكن الإعلان عنها، كانت هذه الجملة ضمن تصريحات وزير الموارد المائية والري الدكتور محمد عبد العاطي قبل أسبوع، حول تطورات المفاوضات المتعلقة بأزمة النهضة الإثيوبي الذي قررت إثيوبيا بناءه على النيل الأزرق ويجرى العمل حاليا على إتمامه بشكل كامل.
ومنذ جلسة مجلس الأمن حول سد النهضة في يونيو الماضي، وقبلها مفاوضات كينشاسا في الكونغو الديمقراطية في أبريل، توقفت مفاوضات سد النهضة بشكل كامل، وسط حالة من الهدوء من جميع الأطراف، خاصة بعد فشل الملء الثاني لسد النهضة جزئيا.
وحسب مصادر مطلعة فإن هناك حالة هدوء تسيطر على التحركات والاتصالات في هذا الملف، مشددة على أن مبادرة الجزائر لم تُستكمل بعد زيارة وزير خارجية الجزائر إلى دول مصر وإثيوبيا والسودان قبل أكثر من شهر.
وأوضحت المصادر لـ "القاهرة 24" أن مصر لا تمانع العودة إلى طاولة المفاوضات الخاصة بسد النهضة لكن لا بد من وجود إرادة سياسية لدى الطرف الإثيوبي، بالإضافة إلى تعزيز دور المراقبين الدوليين ووضع إطار زمني قبل الملء الثالث لسد النهضة.
في هذا السياق، أكد الدكتور عباس شراقي، أستاذ الموارد المائية والجيولوجيا بجامعة القاهرة، عدم وجود أي تحركات من أي طرف دولي في المفاوضات، مشيرا في الوقت ذاته إلى تصريحات وزير الري حول وجود اتصالات غير معلنة في هذا الشأن.
كما أشار شراقي إلى أن الهدوء التام في ملف سد النهضة له عدة أسباب، أولها وهو السبب الرئيسي فشل التخزين الثاني واستمرار الوضع على هو عليه لمدة عام آخر، والسبب الثاني هو أن فيضان هذا العام مرتفع بنسبة نحو 30% وهو ما عوض الكمية القليلة التي تخزينها في بحيرة السد والتي تصل إلى 3 مليارات متر مكعب.
وأضاف أنه من ضمن الأسباب أيضا هو الحرب الأهلية الدائرة داخل إثيوبيا، والتي شملت أقاليم أخرى مثل العفر وأمهرا والأورومو وبني شنقول، وهي حالة عدم استقرار غير مسبوقة خلال العشر سنوات الأخيرة.
وحول مبادرة وزير الخارجية الجزائري للوساطة، أشار إلى أن هذه المبادرة ربما توقفت بسبب ما شهدته الجزائر من حرائق الغابات وبعدها لم تعود إلى نشاطها.
أيضا أكد أستاذ الموارد المائية ضرورة تحرك الطرف المصري لاستئناف المفاوضات، لأنه من المصلحة الإثيوبية استمرار الأوضاع على ما هي عليه حتى نصل إلى التخزين الثالث وهو التخزين الذي يفرض حل المفاوضات فقط.
وأشار إلى أنه بداية من فبراير 2022 ستبدأ إثيوبيا في أعمال الخرسانة لتعلية الممر الأوسط للانتهاء قبل فيضان العام الجديد في شهر يوليو 2022، وهو ما يتطلب وجود تحرك مصري للتوصل لاتفاق قانوني ملزم حول قواعد ملء وتشغيل سد النهضة.
بينما تطالب مصر والسودان باتفاق قانوني ملزم حول قواعد ملء وتشغيل سد النهضة الإثيوبي، الذي توقفت المفاوضات الخاصة به منذ جولة أبريل الماضي في كينشاسا عاصمة جمهورية الكونغو الديمقراطية، والتي تبعتها جلسة مجلس الأمن حول السد في يونيو الماضي بطلب من القاهرة والخرطوم.