كارل بوبر.. عمل نجارًا وصار أحد أهم فلاسفة القرن العشرين
كارل بوبر، أحد أهم فلاسفة القرن العشرين، والذي تحل اليوم ذكرى رحيلة في 17 سبتمبر من العام 1994، وهو فيلسوف إنجليزي نمساوي، تخصص في فلصفة العلوم، والفلسفة الاجتماعية، والسياسية.
نشأ كارل بوبر في جو من الفقر، الذي كان يعم فيينا مسقط رأسه في ذلك الوقت، فقد كان المجتمع وقتها يعاني الجوع والعجز، وساعده على تفتح ذهنه بشكل مبكر، كثرة الكتب في منزلهم، بسبب أن والده يحمل درجة الدكتوراه في القانون، من جامعة فيينا، فكان لديهم مكتبة ضخمة مليئة بالكتب في شتى المجالات، إضافة إلى الأعمال الموسيقية لموتسارت وبيتهوفين وبرامز.
تأثر كارل بوبر كثيرًا بالجو العام، وأصبح الكتاب من الأشياء التي لا تفارق يده، واطلع في صباه على الكثير من تلك الكتب التي تنوعت بين الفلسفة والفن والقانون والتاريخ، رغم كونه عمل نجارًا في سن العشرين بسبب ضيق الحال، إلا أن هذا لم يمنعه من مواصلة القراءة والتعلم وتغذية ذهنه بما بين يديه من كتب وأفكار ودراسات.
التحق بجامعة فيينا عام 1918، وكان يحضر العديد من المحاضرات والدروس المختلفة، حتى اتجه إلى دراسة الفيزياء النظرية والرياضة البحتة، وفي عام 1932، حصل بوبر على شهادة الدكتوراه في الفلسفة من جامعة فيينا.
علاقة العلم بالفلسفة عند كارل بوبر
رأى كارل بوبر أن كل الرجال والنساء فلاسفة، على اختلاف درجات الفلسفة بين كل فرد وآخر، كما رأى أن الفلسفة هي مرتبطة بعلاقة جوهرية مع العلم، وأطلق على تلك العلاقة فلسفة الحس المشترك، وحد تلك النظرية بعوالم ثلاثة، العالم الفيزيقي المادي، وعالم الخبرات الإنسانية الواعية، وعالم الإنتاج الذهني، كما رأى بوبر أنه لا يوجد معيار واحد للحقيقة، بل تتضافر تلك العوالم والعوالم، في إبراز حقيقة.
على مدار تاريخه تعلق كارل بوبر بالموسيقى الكلاسيكية، وفي سن التسعين ألف قطعة موسيقية، وطوال حياته العلمية تميزت أعماله بالموسوعية في المصادر والإلمام، واشترت له نظريته السياسية، وصنف كتابه المجتمع المفتوح وخصومه، أحد أهم منجزات القرن العشرين في الفلسفة، كان بوبر مزيجًا من التيارات الفلسفية التي سبقت وجوده، مما جعله من أكثر المؤثرين في مجال الفلسفة في القرن العشرين.
