مهاتما غاندي | كيف حرر الهند بالتقشف والمقاومة السلمية؟
مهاتما غاندي، أشهر زعماء الهند في العصر الحديث، الذي وهب حياته في سبيل الدفاع عن حرية شعبه، وكان له الفضل في تحرير الهند واستقلالها، وفي مثل هذا اليوم 20 سبتمبر من العام 1932، أثناء تواجد غاندي في سجن بوما، قرر بدء إضرابه عن الطعام، وهي إحدى سياساته التي اتبعها من مواجهة أعداءه، وكان هذا السلاح السلمي خطيرًا جدًا، لأنه شغل الرأي العام العالمي، وأجبر الزعماء السياسيين على عقد اتفاقية بونا، التي ألغت نظام التمييز الانتخابي.
بدأ غاندي مشواره السياسي عندما كان في جنوب إفريقيا، ووجد التمييز ضد الهنود الملونين من قبل البيض، ورفع قضية تتعلق بمسواة الملونين بالبيض، وربحها، وكانت تلك أولى محطاته النضالية، وبعدها توجه إلى الهند، كانت مستعمرة من قبل البريطانيين، فعمل من أول وصوله على مقاومة هذا الاستعمار، وكانت أساليب مواجهة أسلحة المحتل، سلميته، حيث اتخذ من طريق الزهد سبيلًا لوصول رسالته للعالم، فكان يرتدي دومًا ثيابًا بسيطًا، يحلق رأسه تمامًا، ويسير حافي القدمين.
السلمية هي الحل في مواجهة الطغيان
ويقول غاندي عن أساليب عصيانه، إن الهند يجب أن تستقل وتتحرر بالوسائل السلمية الرفيقة، وتكون حريتها عندئذ حرية الملايين المقحوطين الذين يعيشون في السبعة ملايين من قرى الهند، ولكي ينجح العصيان المدني يدب أن يكون سلميًا رفيقًا، وإذا أردتم الالتجاء إلى العصيان المدني عليكم أن تغيروا ما بأنفسكن أولا، إنكم تخطئون إذا ظننتم أن العصيان المدني السلمي، يمكنه القيام إلى جانب العصيان الإجرامي.
ويضيف: علينا أن نعمد إلى الهدوء، والشجاعة، والطمأنينة، فأن الحال الحاضرة لا تسوغ لنا محاربة الحكومة، ولذلك فأننا، لن ننتفع بالتلويح بالعلم الأحمر، وإنما نحن في حاجة إلى القوة الهادئة، والشجاع الصادق هو ذلك الرجل الهادئ، الذي يمكنه ان يكشف عن صدره في اطمئنان وهدوء، عندما يرى خنجر العدو مصوبًا إليه.
حارب غاندي العديد من الظواهر السيئة في المجتمع الهندي، مثل انتشار الخمر، والزنا، وزواج الأطفال، والفقر، ونظام المنبوذين، والانقسامات الداخلية، فكرس حياته للعمل على إصلاح هذا المجتمع، ومنها تشجيع الفقراء على العمل في الغزل، فكانت عجلة الغزل هي رمز استقلال الهند، وشعار الهنود، وكان غاندي دائمًا ما يحمل مغزله في يده، وأما طائفة المنبوذين، فكانوا 70 مليون مواطن، محرم عليهم أبسط أشكال الحياة، عمل غاندي على تغيير صورته أمام المجتمع، ودمجهم وجعلهم كغيرهم من أبناء الهند، وظل غاندي يعمل طوال حياته على تعميم قواعد السلام والمؤاخاة، إلى أن تم اغتياله في 30 يناير 1948، على يد أحد المتطرفين الهندوس.