رحلة التحرير.. أبراهام لنكولن من طفولة فقيرة إلى أعظم رؤساء أمريكا

أبراهام لنكولن، الرئيس السادس عشر للولايات المتحدة الأمريكية، أحد أهم الرؤساء الذين مروا على الولايات المتحدة طوال تاريخها، والذي أعلن في مثل هذا اليوم 22 سبتمبر من العام 1862، عن تحرير جميع العبيد، وإلغاء العبودية بعد رحلة طويلة خاضها، من أجل الوصول لتلك النقطة الفارقة في التاريخ الإنساني.

ولد لنكولن في فبراير من العام 1809، بولاية كنتاكي، في كوخ بسيط، حيث كانت تعيش أسرته الفقيرة، توفيت أمه وهو في التاسعة، وعاش معظم طفولته يعمل ويكد، بسبب فقر حالهم، تلقى تعليمه الأساسي متأخرًا، وعندما بلغ الـ 22 عامًا، بدأ في العمل بمفرده وشق طريقه الخاص، وكان بعمل في السكك الحديدية، في نصب السياج، ويقطع الخشب للنار.

هاجر لنكولن بعد فترة إلى إلينوي، وعمل صاحب متجر، ومديرًا للبريد، ثم تملك في النهاية متجر عام، تمتع في تلك الفترة، بشعبية كبيرة بين السكان المحليين، وعندما اندلعت الحرب عام 1832 بين الولايات المتحدة والسكان الأصليين، انتخبه المتطوعين من سكان المنطقة، ليكون القائد، وفي عام 1834، انتخب لعضوية المجلس التشريعي للولاية، وفي عام 1837، تم قبوله عضوًا في نقابة المحامين.

انضم لنكولن إلى الحزب الجمهوري عام 1856، الذي نشأ في ذلك الوقت عقب إعلان قانون كانساس، الذي سمح للولايات والأقاليم، بتقرير العبودية أو عدمها بشكل مستقل، وفي عام 1857، أصدرت المحكمة العليا قرارها بأن الأمريكيين من أصل إفريقي، ليسوا مواطنين، ولا يملكون أي حقوق.

لدي حلم.. لماذا أصبح خطاب لوثر كينج الأعظم في تاريخ أمريكا؟

أدب الأطفال.. لماذا تراجع في الآونة الأخيرة؟

أبراهام لنكولن.. خطاب التحرير والاغتيال

خاض لنكولن الانتخابات في مجلس الشيوخ ضد السناتور الأمريكي ستيفين دوجلاس، عام 1858، والتقوا في 7 مناظرات، وكانت القضية الأولى المثارة في تلك المناظرات هي قضية العبودية، وانتهت بانتخاب المجلس التشريعي للولاية دوجلاس، لكن كان لذلك أثر كبير على لنكولن بعد ذلك، ففي عام 1860، نظمت حملة سياسية لدعمه ليكون رئيسًا، وفي النهاية فاز بـ 180 صوت من أصل 303، من أصوات الهيئة الانتخابية، وأصبح رئيسًا للولايات المتحدة.

عمل بعد وصوله على قضية التحرير، ونص الإعلان الذي أصدره في 22 سبتمبر على أن جميع الأشخاص الذين تم احتجازهم، كعبيد، في المناطق التي طالها التمرد، هم من الآن فصاعدًا، أحرارًا، لكن القرار لم يطبق بشكل فعلي وقتها، بسبب التمرد الذي كان في بعض الولايات، وأيضا، في الولايات الحدودية.

في 19 نوفمبر من العام 1863، ألقى لنكولن خطابه الأشهر، وأحد أهم الخطابات في التاريخ الأمريكي، وهو خطاب  جيتيسبيرغ، وهو أحد أهم الخطابات في التاريخ الأمريكي، ألقاه أمام 15 ألف شخص، في مقبرة جيتيسبيرغ الوطنية بولاية بنسلفانيا، تحدث فيه عن الحرب الأهلية، وعن الحفاظ على الاتحاد الأمريكي، المعلن في 1776، وأعلن خلاله الاستقلال بقوله، أن هذا الاتحاد كرس لأن كل البشر قد خلقوا متساوون.

في 14 إبريل 1865، اغتيل لنكولن، على يد الممثل جون ويلكس بوث، في مسرح فورد بواشنطن، حيث أطلق الرصاص على رأسه، ليموت على الفور.