قصة احتفال محمد مرسي بعيد ميلاد هيكل.. ورفض مكتب الإرشاد: عادة وثنية
في سبتمبر 2012 قبل أيام من استقبال الكاتب الصحفي محمد حسنين هيكل عيد ميلاده الـ88، تلقى اتصالًا هاتفيًا من المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية في فترة حكم جماعة الإخوان المسلمين الرئيس المعزول محمد مرسي، الدكتور ياسر علي، عارضًا عليه قبول دعوة من محمد مرسي للاحتفال بعيد ميلاده في 21 سبتمبر بمقر رئاسة الجمهورية.
الدعوة كشف عنها الكاتب الصحفي عادل حمودة في كتابه: خريف هيكل.. أسطورة شاخت في موقعها، وأن مرسي طلب من هيكل اختيار بين 25 إلى 30 شخصية من المقربين ليشاركوه الاحتفال الذي سيقام في قصر الاتحادية، وتقبل هيكل الدعوة شاكرا ومرحبا.
هيكل لم يستغرق وقتًا لقبول الدعوة ولكن تلقفها كأنها جاءت إليه من السماء، وللتأكيد أن نجمه في عالم السياسة لم ينطفئ بعد، فمن الصحفيين سبق لرئيس الجمهورية أن وجَّه له دعوة للاحتفال بعيد ميلاده.
ومن المعروف وفقًا لما كتبه المقربون من هيكل أنه لم يكن يميل إلى الاحتفال بعيد ميلاده إطلاقًا إلا الاحتفاليات الدائمة التي كانت تقيمها مؤسسة الأهرام، حيث كان يعد الاحتفال بأعياد الميلاد احتفالًا وثنيًا.
بعد دعوة ياسر علي لهيكل، وفقًا لما يذكره حمودة خلال الكتاب، فإن هيكل عرض على صحفيين وروائيين وسياسيين بينه وبينهم مساحة عريضة من الود أن يشاركوه هذا الاحتفال الفريد من نوعه، وبعد أن اختار القائمة بعناية، انتظر مكالمة أخرى من الرئاسة لتحديد التوقيتات والترتيبات، لكن المكالمة لم تأتِ.
المكالمة لم تأتِ
لم تأتِ المكالمة لأن أسعد الشيخة، نائب رئيس ديوان رئيس الجمهورية حينها، نقل نية مرسي في الاحتفال بعيد ميلاد هيكل، ولكن مكتب الإرشاد رفض الفكرة على الفور، التي اعتبرت نفاقًا مخزيًا لرمز من رموز فترة الستينيات ومحسوب على التوجهات الناصرية المعادية لجماعة الإخوان المسلمين.
ورفض مكتب الإرشاد لم يكن لهذا السبب وحده، ولكن أيضًا لعدم إغضاب الجماعات السلفية والمتطرفة التي تؤيد توجهات جماعة الإخوان المسلمين واستمرارها في السلطة، فأخبروا مرسي بأنه في حال لزوم عقد مثل تلك اللقاءات مع هيكل أن تكون بعيدًا عن أي مناسبات تعدها تلك الجماعات وثنية، ويذكر حمودة أن مكتب الإرشاد عقب على الاحتفال بعيد ميلاد هيكل: بلاش كلام فارغ ده عادة وثنية.
