في مثل هذا اليوم.. لماذا قتل سليمان القانوني أبناءه؟
في مثل هذا اليوم 23 سبتمبر من عام 1561، أعدم سليمان القانوني، ابنه شاهزادة بايزيد وأبناءه الخمسة، بعدما قاد جيشًا كبيرًا، معلنًا تمرده على الدولة وعلى ولاية العهد لأخيه الأصغر سليم الثاني، لكنه لقي هزيمة كبيرة، في معركة عرفت بمعركة قونية.
هرب شاهزادة بايزيد بعد هزيمته إلى إيران، والتجأ عند شاه إيران طالبًا حمايته، لكن سليمان القانوني، عقد معاهدة مع شاه إيران، طهماسب الصفوي، قام على إثرها بتسليم بايزيد، وأبنائه الخمسة، مقابل مبلغ كبير من المال، وبعد أن تسلم ابنه من الشاه، أخذه إلى قزوين، ونفذ فيه حكم الإعدام هو وأبناءه جميعًا، لكي يضمن عدم تكرار فعلته من أي أحد من نسله فيما بعد.
لم تكن تلك الواقعة الأولى من نوعها في الأسرة العثمانية، أو الأخيرة، ولم تكن أيضًا الأولى لسليمان القانوني، الذي قام قبل تلك الواقعة بعدة سنوات بقتل ابنه الأكبر الأمير شاهزادة مصطفى، بعدما أُشيع أنه يتآمر مع الصفويين ضد أبيه، ويُجهز معهم جيشًا للقضاء على حكمه، والاستيلاء على عرشه، فقام بالحكم عليه بالإعدام، بعدما جهّز جيشًا لمُحاربة الصفويين في إيران، واصطحب مصطفى معه، ثم استدعاه في إحدى الأيام إلى خيمته، فهجم عليه 7 من العبيد، بأمر من سليمان القانوني، وأخذ يدافع عن نفسه، لكن أحدهم لف حول رقبته قماشة من الحرير، وخنقه بها حتى لفظ آخر أنفاسه.
في تبعات تلك الواقعة القاسية، حزن الأمير الأصغر شاهزاده جيهانكير، على قتل أخيه ظلمًا بأمر من أبيه، فامتنع عن طعامه بشكل تام، حتى تمكن منه المرض والضعف، ومات، وقيل أنه قام بقتل نفسه أمام أبيه، في خيمته ردًا على قتل أخيه.
سليمان القانوني وأبوه سليم الأول ووراثة مرض القتل
كان والد سليمان القانوني، سليم الأول، قد فعل مثل تلك الأفعال من قبله، ولكي يضمن لنفسه العرش، ويؤمن نفسه من المؤامرات، قام بقتل أخيه، الشاهزاده قورقود، وأخيه الأكبر أحمد، الذي كان وليا للعهد، قبل أن يقوم بعزل والده عن منصبه بالإجبار، في حين قام والده بايزيد بمحاربة أخيه جم، الذي احتمى بمصر فترة، قبل أن يعود إلى الأناضول.
بعد الهزيمة هناك ذهب إلى فرنسا، واستغل بايزيد ذلك، وقام بعقد اتفاقية بجعله هناك للأبد، وعدم تسليمه لأي حاكم أوروبي أو غيره، مُقابل مبلغ سنوي من المال.