كيف أسهم بلليني في نهضة الأوبرا الإيطالية وإعادتها إلى مكانتها الصحيحة؟
بلليني، موسيقِي الأوبرا الأنيق، أحد رواد فن الأوبرا الإيطالية في القرن التاسع عشر، والذي رحل عن عالمنا في مثل هذا اليوم 23 سبتمبر من العام 1835، عن عمر ناهز الـ 34 عامًا.
عُرف عن إيطاليا أنها بلد الأوبرا على مَرّ العصور، لكن لم تكن بدايات القرن التاسع عشر بالعظيمة في إنتاج الأعمال ذات الجودة العالية، لذا فنجد القليل من الأعمال فقط التي استطاعت أن تحيا مع مرور السنين، وأن تظل عالقة مع الناس، كانت الأوبرا في إيطاليا بمثابة منطقة جذب سياحي، فكان السياح يأتونها من كل مكان، فقط، كي يدخلوا الأوبرا هناك.
بمرور الوقت ومع ظهور الجيل الجديد الذي تكَوّن من روسيني، الذي ألف حلاق إشبيلية، ودونيزيتي، وبلليني، حيث يرجع لهما الفضل بالنهوض مرة أخرى بالفن الأوبرالي، والارتقاء به من جديد، بعد عصر من الانحطاط.
وتعد «la somnabula» أو السائرة في نومها، إحدى أهم الأعمال التي قدمت في تلك الفترة، كتبها بلليني، وعرضت في عام 1831، ولاقت وقتها نجاحًا عملاقًا؛ ووصفت أعمال بلليني بأنها أتت بألوان جديدة من الموسيقى، والتي تحتاج إلى رهافة حس عند الاستماع إليها، وفي عمله «القرصان» قال عنه النقاد، أنه جمع فيها كل مميزات الأوبرا الدرامية، البساطة، والجزالة الشعرية، والجمال اللحني، وقام بلليني بعرضها 15 مرة وهو في السادسة والعشرين من عمره فقط.
شعبية بلليني الكبيرة ورحلته الأخيرة
حظي بلليني بشعبية واسعة في إيطاليا وأوروبا، وحظيت أعماله بنجاحات كبيرة، وكان يستطيع بموهبته الكبيرة تحويل النصوص المتوسطة الجودة إلى عمل عظيم، منهم مثلا أوبرا «البيورتان» والذي نجحت وقت عرضها بشكل باهر، قال عنه بلليني، واصفًا تصفيق الجماهير، كان التصفيق عليها حادًا لدرجة أنني توقعت أن لا يدوم عرضها كل هذه المدة.
في عام 1833 قام بلليني برحلة إلى لندن، ومكث فترة قصيرة ثم انتقل إلى باريس، وظل فيها عامين، عرض فيهما الكثير من أعماله التي حازت على إعجاب الجمهور الفرنسي، كما كان رواد صالون الأميرة الإيطالية كريستينا تريفولوزيو، كثيرين الإعجاب بأعماله، وهو من أهم الصالونات الباريسية في ذلك الوقت، والذي كان يجمع أهم الأدباء والمفكرين، لكنه بعد عامين، توفي، ودفن في باريس عام 1835.