المسجد الأقصى في عيون ابن بطوطة
30 عاما قضاها الرحالة بن بطوطة متنقلًا ومرتحلًا بين البلاد يشاهد ويسمع وسجل بدقه ما يشاهد وما يسمعه، ليخرج لنا بعد تدوين كل ذلك كتابه المسمى، تحفة النظار في غرائب الأمْصار وعجائب الأسْفار، المعروف برحلات ابن بطوطة.
ومما وصفه ابن بطوطة في أثناء رحلاته المسجد الأقصى في فلسطين، حيث يذكره ابن بطوطة باسم المسجد المقدس ويصفه فيقول عنه: وهو من المساجد العجيبة الرائقة الفائقة الحُسْن، يقال: إنه ليس على وَجْه الأرض مسجد أكبر منه، وأن طوله من شرق إلى غرب سبعمائة واثنتان وخمسون ذراعًا بالذراع المالكية، وعرضه من القبلة إلى الجوف أربعمائة ذراع وخمس وثلاثون ذراعًا.
عن أبواب المسجد يذكر ابن بطوطة: وللمسجد أبواب كثيرة في جهاته الثلاث، وأما الجهة القبلية منه فلا أعلم بها إلا بابًا واحدًا وهو الذي يَدْخُل منه الإمام، والمسجد كله فضاء غير مُسَقَّف إلا المسجد الأقصى، فهو مُسَقَّف في النهاية من إحكام العمل وإتقان الصنعة، مُمَوَّه بالذهب والأصبغة الرائقة، وفي المسجد مواضع سواه مُسَقَّفة.
معلومات حول ابن بطوطة
يذكر أن الاسم الحقيقي لابن بطوطة هو محمد بن عبد الله بن إبراهيم، وبدأت رحلاته عندما بعدما زار بيت الله الحرام، في سن الثانية والعشرين، لكنه أحب السفر والترحال بين البلاد وظل على ذلك 30 عاما حتى عاد وتوفي في مسقط رأسه طنجة بتونس.