أم سعيد بائعة الأنابيب بطنطا تروي قصة كفاحها: نظري راح من الشغل ونفسي أرتاح | صور
عزيزة سعد الطوخي، تبلغ من العمر 64 عامًا ومقيمة بمنطقة السلام بدائرة حي ثان طنطا، أرملة، تشتهر في منطقتها بـ أم سعيد، أثبتت قوتها وقدرتها على الصبر وتحمل مصاعب الحياة باختيارها العمل في بيع الأنابيب منذ 50 عاما.
عاشت أم سعيد 13 عاما في عشة فراخ رفقة زوجها وأبنائها الـ 8، قبل وفاة زوجها و4 من أبنائها بسبب عدم قدرتها على علاجهم، توفى زوجها منذ 15 عاما، وترك في مسئوليتها 4 أبناء، 3 فتيات وشاب.
أم سعيد تستيقظ في الثامنة من صباح كل يوم وتتجه لمخزن توزيع الأنابيب القريب من منزلها، وتسير في الشوارع وتحمل مفتاح الأنابيب وتخبط على الأنابيب كدق طبول الحرب معلنة عن بداية عملها.
عملها الشاق حرمها من نظرها، فعلى مدار فترة عملها أصيبت بضعف في شبكية العين، فأصبحت كالكفيفة بسبب تنقلها من عقار إلى آخر، حاملة على ظهرها أسطوانات الغاز لتصعد بها عددًا من الطوابق قد تتجاوز العشرة طوابق.
تقول أم سعيد: عقب وفاة زوجي بدأت العمل في تنظيف المنازل، ولكن مع تقدم العمر استغنى الجميع عن خدماتي قائلة الناس بقت تقولي: ده أنتي عاوزة اللي يساعدك ويرعاكي.
وأكدت بائعة الأنابيب، لـ القاهرة 24: بعد الاستغناء عن خدماتي في مجال تنظيف المنازل، قررت العمل في مهنة زوجي الراحل لتنفق على أبنائها الـ 4 المتبقيين، قائلة: أنا مكنتش أعرف أركب أنبوبة حتى في الأول، وأول ما اتعرض عليا شغل توزيع الأنابيب مرفضتش لأني كنت محتاجة، وكل الشغل صعب والمسئولية تقيلة.
وأضافت بائعة الأنابيب: أنا مش متعودة على راحة البيت، بحب أنزل أجيب قرشي بنفسي، وبتمنى أشتغل شغلانة خفيفة أقدر أكمل بيها شغل وأجيب مصاريف البيت وأجوز أبني وتكون أقل مجهود من حمل الأنابيب.
وتحلم أم سعيد بالحصول على معاش يكفى احتياجاتها اليومية، لكى تحصل على قسط من الراحة لكونها تعانى من العديد من أمراض الشيخوخة، والأمراض الناتجة من مهنتها الشاقة.
أم مازالت تعمل في تجارة أنابيب البوتاجاز بمفردها، دون مساعدة من أحد، وتحمل بمفردها الأنابيب وتصعد الدرج لتركيبها للمشترين قائلة: جوزت بناتي الثلاثة وجوازاتهم مايلة، أحدهم تعمل في صيدلية والأخرى في أكاديمية، والصغيرة كانت شغالة معايا في الأنابيب وسابتني، واتجوزت وفاضل ابني عنده 37 سنة، ويعمل جزماتي ونفسي يتجوز بس معهوش فلوس.