الإخوان في تونس يلفظون أنفاسهم الأخيرة.. ما هو مصير حركة النهضة؟
بعد فشل حركة النهضة الإخوانية التي يتزعمها راشد الغنوشي، رئيس مجلس النواب التونسي، سارع أكثر من قيادي وعضو بالحركة بإعلان استقالاتهم، ليستفيق الغنوشي صباح اليوم على وقع هزة قوية باستقالة قياديين بارزين من بينهم عبد اللطيف المكي، القيادي بالمجلس التنفيذي للحركة، ومحمد القوماني رئيس لجنة إدارة الأزمة السياسية، وآخرين.
هزة حركة النهضة التي تعرضت لها على وقع الاستقالات الجماعية السبت، أثارت العديد من التساؤلات حول مصير الحركة المرفوضة من قبل الشعب التونسي، وزيادة عزلة الحركة السياسية، إذ أشار عدد من المحللين السياسيين التونسيين إلى أن النهضة تعد السبب الأبرز فيما توصلت إليه تونس من مشكلات سياسية واقتصادية خلال السنوات الماضية.
في ذات السياق، قال أحمد الذوادي، السياسي التونسي، إن الاستقالات الجماعية التي تعرضت لها حركة النهضة الإخوانية اليوم جاءت بسبب تخوف الكثير منهم من جرهم إلى محرقة شعبية عبر المحاولات التي يقوم بها الغنوشي لدفعهم إلى الصدام مع السلطة.
أضاف الذوادي لـ القاهرة 24، أن بعض قيادات حركة النهضة يطلق عليها مجموعة الداخل لم تغفر للغنوشي دفعهم سابقا لمواجهة الرئيس التونسي الأسبق زين العابدين بن علي، ثم لاذوا بالفرار إلى لندن.
كما أشار إلى أن الغنوشي، عمل على تحويل حركة النهضة خلال الأشهر الماضية إلى حزب عائلي يقوده بمعية أصهاره وبعض المقربين، رافضًا التنحي أو الدعوة لعقد مؤتمر مباشر لاختيار قيادات حركة النهضة.
حركة النهضة بثوب جديد
فيما يتعلق بإمكانية تشكيل حزب جديد من قبل المستقيلين من حركة النهضة الإخوانية، أوضح الذوادي، أن أعضاء حركة النهضة المستقيلين سيحاولون تشكيل حزب جديد، باستنساخ تجربة حزب السعادة لنجم الدين أربكان عبر البحث عم شخصيات غير إخوانية تشاركهم التأسيس.
أيضا أكد السياسي التونسي، أن هذه الحيلة لن تستمر معللا ذلك بأن التونسيين لن يتقبلوا مشاركتهم في الحياة السياسية مرة أخرى، مضيفًا أن الغنوشي سيعلن عليهم الحرب بلا هوادة ما ينذر بوجود صراع إخواني - إخواني سينهي وجودهم نهائيا.
حقيقة انضمام المستقيلين إلى الحزب الدستوري
وردًا على ما تم تداوله على بعض صفحات موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، بشأن إمكانية انضمام المستقيلين من حركة النهضة إلى الحزب الدستوري الحر للاندماج في الحياة السياسية مرة أخرى، قال ثامر سعدن النائب الأول للحزب الدستوري الحر، إن الحزب لا يهتم بالتطورات التي شهدتها حركة النهضة السبت، مؤكدًا ان الحزب يرغب في كل شيء يمّكن من الإطاحة بالنهضة ويخرجها من المشهد السياسي التونسي.
أضاف سعد في تصريحات لـ القاهرة 24، أن من انتمى إلى تنظيم الإخوان أو تعامل معهم لا مكان له داخل الحزب الدستوري الحر، قائلا: هم خصم مبين لنا.
في سياق متصل، أردف الدكتور الصغير الزكراوي أستاذ قانون الدستوري بجامعة تونس، أن حركة النهضة بشكل نهائي في الشارع السياسي التونسي، إلا أنهم سيحاولون تغيير جلودهم وتسويق بضاعتهم تحت خيمة جديدة دون مراجعات جذرية.
وأضاف الزكراوي لـ القاهرة 24، أنه يمكن انضمامهم إلى الحزب الدستوري الحر، ولكنهم لا يمتلكون شيئًا لتقديمه للحزب بعد رفضهم من قبل الشعب، لذا سيتم رفضهم من قبل قيادات الحزب الدستوري.
يشار إلى أنه قد أعلن، السبت، أكثر من مئة قيادي في حركة النهضة التونسية، الذراع السياسية للإخوان في تونس، استقالتهم من الحركة، من بينهم نواب وأعضاء سابقون في المجلس التأسيسي وأعضاء في مجلس الشورى ومسؤولون محليون، مؤكدين أن السبب المباشر في الاستقالة الجماعية اعترافهم بالفشل في إصلاح الحزب من الداخل والإقرار بتحمل القيادة الحالية المسؤولية الكاملة فيما وصلت إليه الحركة من عزلة في الساحة الوطنية، بالإضافة إلى تحملها قدرا مهما من المسؤولية فيما انتهى إليه الوضع العام بالبلاد.