الرزق على الله.. عم مسعد يطوف الشوارع على عجلة لتصليح البوتجازات منذ 50 عاما
بدراجة صغيرة جار عليها الزمن، يطوف شوارع مدينة المنصورة بحثًا عن رزقه، وعلق عليها يافطة تعريفية لما اعتاد على فعله خلال 50 عامًا، مرفقًا بها رقمه الخاص لمن يريد التواصل معه.
انتظر كثيرًا لتفتح الحياة له أبوابها، ولم يكن في مخيلته أن صورة واحدة فقط باستطاعتها أن تغير القدر، وجاءت اللحظة التي ما دام حلم بها، حين قامت إحدى الفتيات بالتقاط صورة له لتنتشر كالنار في الهشيم بين ليلة وضحاها، وتجعل جميع رواد التواصل الاجتماعي يتمتمون بالدعوات لرب الكون بأن يوسع له رزقه.
«توكلنا على الله.. كل اللي يجيبه ربنا كويس».. تلك الكلمات الأولى التي اعتاد عم مسعد، الذي يبلغ من العمر 50 عامًا، أن يبدأ بها يومه تاركًا مصيره على ربه، كونه يعرف جيدًا أن السعي لا يذهب هباءً، بل يأتي من ورائه كل خير.
وروى حكايته في حديثه للقاهرة 24، أنه بعدما ضاقت به سبل الحياة اضطر للنزول إلى الشارع والعمل في تصليح البوتاجازات وهو في عقده الثاني، ليجول شوارع المنصورة بحثا عن مصدر رزقه، ولم يكن لديه أي بديل آخر، ولكن «تصليح البوتاجاز» كان هو الملاذ الوحيد له.
«أنا راضي بكل اللي يجيبه ربنا».. هكذا أعرب عم مسعد عن إحساسه تجاه المصاعب التي يتعرض لها يوميا، فبالرغم من أن مهنته مليئة بالتعب والمشقة، لكنه يسعى يوميا لتوفير حق إيجار الشقة التي يقبع فيها هو وأولاده الأربعة، والتي بلغ سعرها 800 جنيه شهريا، وقابلة للزيادة.
يعبر صاحب الصورة الأشهر على مواقع التواصل الاجتماعي، عن شعوره بالدعوات التي انهالت عليه من قبل المصريين، قائلًا: ربنا جبر بخاطري بعد المعاناة اللي شوفتها طول حياتي، ونفسي ربنا يعوض ولادي.
يأمل الرجل الخمسيني في تأسيس مكان خاص به، يستطيع من خلاله تصليح البوتاجازات وتوسيع دائرة عملائه: لن أتخلى عن دراجتي حتى لو أصبح لدي شركة كبيرة.
