مراد وهبة: مصر لا تمتلك إبداع علمي ولا نشارك فى الحضارة العلمية
قال المفكر والفيلسوف الكبير مراد وهبة، إن مصر بها أزمة هوية حادة، ونحن توقفنا عند الحضارة الفرعونية، وأنشأنا فعلًا الحضارة الأولى للبشرية، وزار الفلاسفة اليونان مصر للاستفادة من التجربة مثل أفلاطون وفيثاغورث”، موضحًا أن “فيثاغورث عندما جاء لمصر اعتمد على منطق ومفهوم البرهان وتبعه أرسطو الذي أنشأ المنطق بالاعتماد على البرهان”.
وأضاف في حوار لبرنامج «رأي عام» مع عمرو عبدالحميد على قناة «TeN»، أن “الحضارة اليونانية اكتسحت الإنسانية، وبقيت الفرعونية كما هي تعتمد على أسطورة عودة الروح دون إعمال العقل، التي بسببها عملوا علم الهندسة العملي لبناء الأهرامات، وأنشأوا الطب من أجل التحنيط”.
وتابع أن “الأهرامات لدى الفراعنة مقابر، وذلك في اللغة الهيروغليفية، والتحنيط من أجل حفظ جسد الإنسان، ولكي يعود للحياة وهو سليم”، مشيرًا إلى أنه “لم نتجاوز الحضارة الفرعونية حتى وقتنا هذا، قائلا:”إن “جذوري الصعيدية لم تساهم في تشكيل شخصيتي، لأنني عشت في القاهرة طوال حياتي، وتربيت مع والدين لديهم انفتاح وضد التعصب، وتركوا لنا اختيار ما نريد”، موضحًا أنه “شاركت في جمعية الشبان السريان عام 1936 وعمري 10 سنوات، ومسؤول القسم اعتبره المربي الأول لي، وجعلنا نعيش في مناخ ديمقراطي”.
وأضاف أنه “لا اعتمد على القانون إطلاقًا بل الإنسانية، وفصلت من الجامعة بقرار من الرئيس الأسبق أنور السادات، ورئيس الجامعة طالبني من التوقف عن التدريس لأن الطلبة (مبيعرفوش يناموا من أفكاري) بحسب ما قيل لي”، وتابع أن “صراعي مع التطرف والإرهاب والأصولية، ويسعى للتنوير وتطوير الفكر والمعرفة”، مشيرًا إلى أن “الحضارة الفرعونية لم تتدخل في التطور العام للحضارة الإنسانية، وحتى لا نمتلك إبداعًا علميًا، وغير مشاركين في الحضارة العلمية”.
واستكمل المفكر والفيلسوف الكبير مراد وهبة إن مصر لا تمتلك إبداعًا علميًا، وغير مشاركين في الحضارة العلمية، ولكي ننشء حضارة علينا اللحاق بركب العلم والقضاء على الأسطورة”، موضحًا أن “الإخوان استخدموا الإرهاب للوصول إلى الخلافة الإسلامية، وأية علاقة ده بالحضارة الإنسانية”، ولذلك يلح دائما على بناء الشخصية المصرية”، مشيرًا إلى أن “الشخصية المصرية لم تتحرر قط من أساطير الحضارة الفرعونية”.
وتابع أن “المثقفين في مصر معوق لبناء الهوية، والمتحكم فينا هما الإخوان المسلمين الذين يشكلون خطرًا على العالم، واستغرب كيف سمح المثقفين بسيطرة هؤلاء”.