الرواية والفلاح.. عذراء دنشواي لـ محمود طاهر حقي تسجِّل جرائم الإنجليز ضد المصريين
سبقت رواية زينب لـ محمد حسين هيكل التي يعدها النقاد أول رواية عربية فنية العديد من المحاولات والإرهاصات، ومن بين هذه المحاولات رواية عذراء دنشواي للكاتب محمود طاهر حقي، وهي من أول الروايات التي تدور حول عالم الفلاح مستلهمة حادث دنشواي المعروفة لبناء أحداثها.
جاءت الرواية التي تناولت حادث دنشواي بأسلوب بسيط قريب للعامة، جاعلا القارئ يشعر وكأنه أحد شهود العيان على تلك المأْساة، ومعتنيا بأن يسرد مراحل تلك الواقعة بشيء من التفصيل، بداية من مسببها، مرورا بسوْق المصريين المتهمين زورا إلى ساحة المحكمة وما جرى هناك من سماع أقوال الشهود والنيابة والدفاع، وصولا إلى الأحكام الجائرة التي صدرت في حق الأبرياء بالجلد والإعْدام، ونفذتْ أمام أعين أهليهم وذويهم.
مما يؤخذ على هذه الرواية أن أحداثها تسجيلية واقعية خالصة تفتقر للخيال حتى الشخصيات جاءت مذكورة بأسماء ثلاثية دون أن يتدخل الكاتب فيها مثل محمد مصطفى محفوظ، حسن إسماعيل السيسي، علي علي شعلان.
يذهب الدكتور مصطفى الضبع في كتابه فلاح الرواية رواية الفلاح إلى أن رواية عذراء دنشواي عمل استطاع أن يحقظ هذه الحادثة ضمن قضايا الأدب والإبداع وأن الكاتب كما يرى غالي شكري نحت شخصياته من قلب القرية النابض بآلامها وتعاستها، وأحزانها، فلم يصور الباشا أو العمدة التقليديين وإنما اتجه إلى الممثلين الحقيقيين للقرية.
معلومات عن محمود طاهر حقي
أما عن مؤلف الرواية محمود طاهر حقي فهو أديب وروائي مصري، يعد أحد رواد الرواية والقصة العربية الحديثة في القرن العشرين، وهو عم الأديب الشهير يحيى حقي.
ولد بمحافظة دمياط عام 1884م، وكان والده مديرا لمصلحة حكومية في قرية المحمودية بمحافظة البحيرة، وبعد وفاته عام 1890م، أصيب أديبنا بمرض شديد فلم تشأ له الأقدار أن يتم تعليمه في المدارس، بدأ في كتابة القصة القصيرة وهو في السابعة عشرة من عمره؛ حيث كتب في معظم الصحف والمجلات المصرية، شغل العديد من الوظائف؛ فكان سكرتيرا لمدير ديوان الأوقاف، وسكرتيرا لمدير الأمن العام بوزارة الداخلية، وسكرتيرا لصاحب جريدة السياسة، كما كان سكرتيرا بحزب الاتحاد، وشغل منصب سكرتير عام للفرقة القومية المصرية للمسرح.
اختلفت الأقوال في عام وفاة محمود طاهر حقي فبينما تؤكد مصادر أنه توفي في يناير 1965م، هناك بعض المصادر تذكر أن وفاته كانت عام 1962م.
