طاقة نور.. محمود يتحدى إعاقته وينجح في الكتابة والتصميمات على مواقع التواصل
مثلهم مثل باقي الأشخاص تمامًا، لهم حق فى الحياة وإشباع رغبتهم أنهم مرئيون، لم تمنعهم إعاقتهم من استكمال حياتهم بطريقة طبيعية مثل ذويهم، ولكن بعزم وإرادة استطاع مستخدمو الكرسي المتحرك في الفترة الأخيرة، أن يعكسو إصرارهم على تحدي الإعاقة لدى كل من يعانون منها.
اتخذ محمود خالد طوال الـ24 عامًا الماضية من مقولة: الإعاقة إعاقة القلب والعقل وليست إعاقة الجسد، واقعًا قويًا يدفعه للتغلب على وضعه المرضي، وليست مجرد مقولة يرددها البعض، ليصبح كاتبًا ومصممًا كبيرًا مستندًا على الإصرار والعزيمة كمبادئ أساسية، يتبعها في حياته للتغلب على كونه مجرد إنسان من ذوي الاحتياجات الخاصة، بكل شغف وأمل في الحياة.
تحدث محمود لـ القاهرة 24 عن بداية حالته المرضية التي بدأت منذ ولادته بسبب الضمور العضلي، والتي كان يراها البعض عائقًا، أما بالنسبة له فلم تمنعه من ممارسة حياته بشكل طبيعي بل تفوق بكل إصرار وتحدٍ ليحصل على 93% في الثانوية العامة، ليبدأ النصف الآخر في حياته ويكمل دراسته في قسم التاريخ، كلية آداب بجامعة القاهرة، ليخطو أولى خطواته بثبات متحديًا إعاقته رافضًا الاستسلام للحاضر الذي منعه من دراسة علم النفس.
ليصبح بعد ذلك أحد أعمدة دفعته بفضل معاملته لهم كأخوة، ومعاملتهم له كذلك، ولأنه كان يحب الشرح بفطرته بدأ في تلخيص المحاضرات وتوزيعها وتوقع أسئلة الامتحانات كذلك، إيمانًا منه بجملة بنكمل بعض.
عُرف خالد بين كل أصدقائه وكل من حوله بحبه للكتابة، الأمر الذي لم يكن وليد اللحظة ولكن تمكن وهو في الصف الخامس الابتدائي من إبهارهم بعد تجسيد قصته الحقيقية في صورة كتابية بعنوان التحدي والإرادة، كأول عمل قصصي له، لسيتمر في إبهار من حوله بعد صدور رواية طاقة نور، ورواية الحب عيد والقدر سرطان حميد.
لم يقتصر حبه على الكتابة فقط ولكنه أغرم بالتصميم والـ فوتوشوب، لينشئ مجموعة إلكترونية على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، يساعد من خلالها كل من يحتاج إلى تعلم أساسيات التصميم، بجانب إطلاقه مبادرة بعنوان فينا الخير، والتي كان الهدف منها مساعدة الآخرين دون أجر، وإطلاقه وسم هنعلم بعض على مواقع التواصل الاجتماعي، لمساعدة كل من يحتاج مساعدته سواء في الكتابة أو التصميم أو أساسيات الـ Software، التي تمكن منها هي الأخرى.
نفسي أنجح في مجال الكتابة والفوتوشوب وأبقى لايف كوتشنج في المستقبل.. بهذه الكلمات لخص محمود خالد ما يطمح إلى تحقيقه في السنوات المقبلة، متحديًا بذلك نظرة المجتمع على أنه معاق، متمنيا أن تنتهي تلك الصعوبات التي يواجها عند الخروج من المنزل، متمثلة في عدم تجهيز الطرق لاستخدام ذوي الهمم.