هل ينبئ إعصار شاهين باقتراب الساعة؟.. عضو فتوى الأزهر يرد
تحذيرات بالجملة أصدرتها الحكومة العمانية في اليومين السابقين بعد أن ضرب البلاد إعصار ثائر لم يفرق في غضبه بين أخضر أو يابس، أصوات إنذارات تسمع في المشارق والمغارب، ومَن بالبيوت كمن بالخلاء، لم يأمن أي منهم النجاة، البعض يرجئ الأمر لغضب الطبيعة مما خلفه فيها البشر من عوادم، والآخر يرجعه لغضب الله تعالى، فأين يستقر الجواب؟
وصف ما حل بالشقيقة عمان من خراب لأراضيها وغرق لمبانيها ورعب في صدور قاطنيها، بغضب الطبيعة هو وصف فارغ.. هكذا ابتدأ الدكتور هاشم الفار، أحد أعضاء لجنة الفتوى بالأزهر الشريف، حديثه ل القاهرة 24.
العالم الأزهري استكمل حديثه مستنكرًا لما يتحجج به بعض البشر عند حدوث الكوارث الطبيعية هربا من حقيقة الأمر، قائلا إن وصف الكوارث الكونية بعبارة غضب الطبيعة فيه نفي لوجود الله جل وعلا.
وأوضح الدكتور هاشم الفار أنه ليس هناك أي شيء يجري في هذا الكون الفسيح دون أمر الله سبحانه وتعالى وتدبيره، مشيرا إلى أن وصف إعصار شاهين بأنه غضب للطبيعة فيه تعد على سلطة الله في كونه.
وأكد الدكتور هاشم الفار أن إعصار شاهين هو نذير من الله جل وعلا لجميع عباده في الكون على وجه العموم، ولأهل المصيبة وأصحابها على وجه الخصوص، ليرجع كل منا عما يفعله من ذنوب وآثام.
وأشار الفار في تلك المناسبة إلى قول الله جل وعلى: «وَمَا نُرْسِلُ بِالْآيَاتِ إِلَّا تَخْوِيفًا»، وقوله تبارك وتعالى: «فَلَوْلَا إِذْ جَاءَهُم بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَٰكِن قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ».
واستطرد عضو لجنة الفتوى بدار الافتاء المصرية، أن الأصل عند حلول الكوارث والمشاكل الكونية هو هرولة الناس إلى الله جل وعلا، ولوجوئهم توبتهم إليه.
واستكمل الفار: لاشك أن الأعاصير والزلازل والصواعق من علامات الساعة، معقبا: إذا كان الرسول صلى الله عليه وسلم قد قال في حياته: بعثت أنا والساهة كهاتين، وأشار بإصبعيه السبابة والوسطى. معقبا: فما بالنا احنا النهاردة.
وتابع العالم الأزهري توضحيه قائلا إن علامات الساعة الصغرى على وشك الانتهاء، ونحن بصدد البدء في العلامات الكبرى لقيام الساعة، ناصحا الناس بالتمسك بدينهم والرجوع إلى الله عز وجل، والتوبة مما ما اقترفوا من ذنوب.
واختتم الفار حديثه ل القاهرة 24 بالتأكيد على أن إعصار شاهين هو أحد النذر من الله جل وعلا، حيث أن من سنة الله في خلقله أن ينذرهم قبل أن يأخذهم، فمن يتعظ ويرجع فقد فاز، ومن يتولى وينصرف فقد ظلم نفسه.
وتعرضت سلطنة عمان خلال اليومين الماضيين إلى هبوب رياح عاتية، أعطيت لقب إعصار شاهين، بلغت سرعة الرياح به 150 كم في الساعة بينما كانت عين الإعصارتعبر الأرض، وهو ما سبب حدوث فياضانات واسعة النطاق، غمرت أرجاء متفرقة من البلاد، مع هطول أمطار غزيرة في الوقت ذاته.
وخلف الإعصار 11 قتيلا، مع تلف بعض المباني، وتغطية الماء للطرقات، وهو ما دفع السلطات العمانية إلى لإجلا، الآلاف من المناطق الساحلية في البلاد، ومنح إجازة يومين لكافة العاملين بالدولة.