قانون الجاذبية.. كيف أقنع باقي زكي رؤساءه بتدمير خط بارليف بالمياه؟

كشف اللواء الراحل باقي زكي يوسف، رئيس فرع المركبات بالجيش الثالث الميداني خلال حرب أكتوبر 1973، وصاحب فكرة تحطيم خط بارليف بخراطيم المياه، في لقاء تليفزيوني سابق سبب إلهامه هذه الفكرة.

وقال في برنامج على مسئوليتي بقناة صدى البلد، إن الفكرة الرئيسية تعود لعمله في بناء السد العالي بأسوان، موضحًا: الفكرة جاتلي بالصدفة البحتة، ربنا حطها في دماغي في لحظة.

أضاف اللواء زكي يوسف: أنا كنت رئيس المركبات للفرقة 19، والفرقة أخذت مهمة اختراق خط بارليف، وفي مايو 1969، صدرت تعليمات بالعبور، وقائد الفرقة شرح المهمة، ثم قائد التخصصات.

وأوضح أن الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، أمر باستعداد الفرقة 19 للعبور واختراق الخط، على أن تكون نهاية الاستعداد في أكتوبر 1969.

كنت علطول بقول لنفسي ياريت الخط ده كان في أسوان، لأني كنت منتدب في بناء السد العالي، اللي كان قائم كله على التجريف، هكذا روى زكي أساس فكرته.

واستكمل زكي: بدأنا بطرح المشاكل المواجهة لاختراق الخط، وأهمهما اختراق خط بارليف وفتح الثغرات فيه، وبالفعل تم شرح تكوين خط بارليف، وأبعاده المقدرة بـ20 مترًا، بالإضافة إلى وجود قوات على أبعاد مختلفة للهجوم المضاد، بالتعاون مع المدفعية والطيران، وذلك من قبل رئيس الاستطلاع والمهندسين.

وأنا بسمع ما ارتحتش لحاجتين، أول حاجة الخسائر كانت 20%، ودي كانت تقديرات أولية، وأقل زمن لفتح الثغرة من 12 لـ 15 ساعة للثغرة الواحدة، وطبعًا العسكري شايل معدات تقيلة، هكذا أوضح زكي بداية رسمه لخطة بديلة.

وقال باقي: حبيت أستفسر، ورفعت إيدي، وبدأت أعيد شرح ملخص كل اللي اتقال، وأنا بتكلم قولتلهم فيه قوة تانية، المية وهي تحتنا، طلعت مني بمنتهى العفوية، لأن ربنا سمح بالمشكلة وحط الحل تحتيها.

وأردف رئيس فرع المركبات بالجيش الثالث الميداني: بدأت بشرح فكرتي للقادة، وهي وضع توربينات المياه على زوايا خفيفة، تسحب المياه من القناة وتضخها في اتجاه الساتر الترابي، لأنهم على مقربة من الشط، مما يسهل في عدم احتياج خراطيم مياه طويلة.

وأضاف اللواء الراحل باقي زكي يوسف: أن الساتر مائل بنسبة 75% مما يساعد في إنزال تدفق المياه بسهولة بالرمال، المية هتنزل بالرملة وهتعمل زي زلزال صغير، وكل ما تضخ مية أكتر، كل ما الرملة تنزل أكتر.

وأكد يوسف أن فكرة بناء السد العالي، ساعدته في تنفيذ فكرة تحطيم خط بارليف، باختلاف المعدات، قائلًا: أنا بوظف قوة اندفاع المية على الساتر الترابي، في المكان اللي هفتح فيه الثغرة، وبفتحها في مناطق مناسبة.

وأشار زكي إلى أنه ساد صمت عام بين جميع القادة فور انتهائه من فكرته، مؤكدًا أن الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، أصدر قرارًا بتنفيذ الفكرة فورًا، بعد نجاح نتائج تجربتها.

 وأوضح باقي قائلًا: شكوا إن الفكرة ممكن ماتنجحش والرملة ماتنزلش، قولتلهم ده قانون نيوتن للجاذبية الثاني، الرملة هتنزل يعني هتنزل.

البابا على الجبهة.. ماذا فعلت الكنيسة المصرية في حرب أكتوبر؟