اللي يصلي على النبي يكسب.. ما حكم استغلال ذكر الرسول لجذب انتباه المستهلكين؟
شاع في هذا الزمان على لسان الباعة الجائلين أو السائقين على الطرقات العامة أو غيرهم ممن تفرض عليهم أعمالهم التعامل المباشر مع العامة، أن يحلفوا باسم الله أيما نطقوا، أو ينادوا في الناس بالصلاة على النبي لجذب انتباههم إلى ما بيدهم من سلع بغرض بيعها أو ما شابه ذلك، فما رؤية الشرع في ذلك؟.
يقول الدكتور عصام الروبي، أحد علماء الأزهر الشريف، إن الأصل في ذكر الله الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، هو التعبد وابتغاء الأجر والثواب من الله جل وعلا.
وأضاف الروبي خلال حديثه لـ القاهرة 24، أنه ينبغي تقديس وتنزيه اسم الله سبحانه وتعالى وكذا اسم رسوله عن الأمور والمصالح الدنياوية، من البيع والشراء والتجارة والحلف بالأيمان الكاذبة وغير ذلك من مكاسب الدنيا الفانية.
واستكمل الدكتور عصام الروبي، أنه ينبغي تقديس الله سبحانه وتعالى وتعظيمه وذكر اسمه في كل الأحوال، وكذلك ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم، إلا أنه يجب البعد عن الزج بذكرهما الطاهر في تحقيق نوايا ومصالح شخصية.
وأوضح الداعية الإسلامي والعالم الأزهري، أن ذكر اسم الله واسم رسوله صلى الله عليه وسلم في أمور التجارة والبيع والشراء، أمر عبثي، مؤكدًا أن هذا يؤذي النبي صلى الله عليه وسلم، حيث تتعدى مثل هذا الأفعال على مقام الرسول صلى الله عليه وسلم الذي يستوجب الاحترام والتبجيل.
وأشار الدكتور عصام الروبي في هذه المناسبة إلى قول الله جل وعلا: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ ۖ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ».
ونوه العالم الأزهري بأن أمر البيع والشراء والتجارة غالبا ما يعتمد في هذا الزمان على المكايسة وتجميل السلع وحسن العرض، مؤكدا أنه من الضروري الابتعاد عن ذكر اسم الله سبحانه وتعالى ورسوله في مثل هذه الأمور.
وأوضح الداعية الإسلامي، أن الحكم يختلف باختلاف نية البائع أولا وآخرا، حيث أنه إن ابتغى بذلك وجه الله فهو خير له، معقبا: وإن أراد غشا وخداعا لجذب انتباه الناس إلى سلعته فهو مخطئ.
أكد الدكتور عصام الروبي أن البائع يأخذ أجر تذكيره للناس بذكر الله على كل حال، إلا أنه يحاسب على ما أضمرته نيته، والتي لا يطلع عليها سوى الله سبحانه وتعالى.