ما الصدفة التي وضعت السلطان فؤاد الأول على العرش؟
تولى في مثل هذا اليوم 9 أكتوبر من العام 1917، السلطان فؤاد الأول، حكم مصر، حيث أصبح سلطانًا للبلاد بعد وفاة السلطان حسين كامل، وقد جرت في عهده العديد من الأحداث الكبيرة، أهمها قيام ثورة 19، وتشكيل حكومة سعد زغلول، وسقوط الخلافة العثمانية.
لم يكن السلطان فؤاد مرشحًا لتولي حكم البلاد، ولم يتوقع هو نفسه ذلك، فقد كان الكل يعلم أن ولاية العهد ستذهب للأمير كمال الدين حسين، ابن السلطان حسين كامل، لكن الأمير فاجأ الكل برده على والده، الذي عرض عليه الأمر، فقابله الأمير بالرفض، وترك له رسالة لاحقًا يشرح فيها لماذا رفض أن يتولى الحكم من بعده، وقد وصلت تلك الرسالة، قبل وفاة السلطان حسين كامل بيوم واحد، ويقول فيها:
ذكرتموني عظمتكم بما اتفقتم عليه مع الحكومة البريطانية، من تأجيل وضع نظام وراثة العرش السلطاني إلى ما بعد بحثه، قد تفضلتم عظمتكم فأعربتم لي عن رغبتكم في أن تكون وراثة عرش السلطنة المصرية منحصرة في الأكبر من الأبناء. وأضاف: أنا مقتنع تمام الاقتناع بأن بقائي على حالتي الآن يمكنني من خدمة البلاد أكثر مما يمكنني أن أخدمها بحالة أخرى، لذلك أرجو من حسن تعاطفكم أن تأذنوا لي أن أتنازل عن كل حق أو صفة أو دعوة كان من الممكن لي أن أتمسك به في إرث عرش السلطنة المصرية بصفتي ابنكم الوحيد وأني لا أزال لعظمتكم السلطانية النجل المخلص والعبد الكثير الاحترام.
ما أتعس حظ هذه البلاد.. سعد زغلول يعارض فكرة خلافة الأمير فؤاد
وقد ذكر الزعيم سعد زغلول في مذكراته أن السلطان كان مستاء من مسألة الوراثة، وكان يحزنه كون ابنه رافضًا لأن يكون خليفة له، وقال بأن عدلي باشا ورشدي باشا جلسوا معه محاولين إقناعه لكي يقبل الحكم، لكنه رفض وتمسك برأيه.
وكان سعد زغلول لا يحب فكرة ترشيح الأمير أحمد فؤاد وقتها كولي للعهد، وكان يرى أن تعطى الفرصة لأسرة الخديوي توفيق، وقال معقبًا عن فكرة ترشيح الأمير فؤاد، ما أتعس حظ هذه البلاد!، وذكر زغلول، أنه كان هناك إجماع على عدم تعيين فؤاد وليًّا للعهد، ولكنهم اضطروا لذلك حتى لا يخرج الحكم عن عائلة إسماعيل، وحتى لا يستاء السلطان حسين كامل بشكل أكبر خاصة بعد رفض ابنه.
تولى السلطنة الأمير فؤاد في 1917 بعد وفاة السلطان حسين كامل في 8 أكتوبر من نفس العام، وفي عام 1922 غير لقبه ليصبح ملك مصر وسيد النوبة، وظل في حكم البلاد حتى وفاته في 28 إبريل من العام 1936، ليخلفه ابنه الأمير فؤاد، ولم يكن قد أتم الـ 17 عامًا من عمره وقتها.