روائي إفريقي أسمر مسلم من أصول يمنية.. هل حققت نوبل المعادلة الصعبة؟
بعد إعلان اسم الفائز بجائزة نوبل في الأدب اليوم، والتي ذهبت للروائي التنزاني عبد الرزاق جرنة، حدثت ضجة كبيرة في الأوساط الثقافية العالمية، بسبب خلفية الروائي، والذي إن صنفته في كل شيء تعلق به على حدى سيكون حالة نادرة في الفوز بالجائزة، كما هو أول روائي إفريقي أسمر يفوز بنوبل منذ عام 1986، حيث كان آخر من فاز بها من أصحاب البشرة السمراء وول سوينكا.
صرح عبد الرزاق جرنة بنفسه قائلًا إنه فوجئ بحصوله على جائزة نوبل ولم يكن يتوقع ذلك، وأبدى سعادته الكبيرة بحصوله على الجائزة، قائلًا إنها جائزة ضخمة ومبهرة، تضم قائمة من الكتاب الرائعين، وعلى الفور غرد الكاتب الكبير عبر صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي تويتر، بأنه يهدي جائزة نوبل لإفريقيا وللأفارقة.
تتسم خلفية الكاتب عبد الرزاق جرنة ببعض التعقيدات التي ارتبطت بأنها لا تتبع معايير اختيار نوبل، وأكد ذلك التسريبات التي حدثت عام 2018، فهو مولود في قارة إفريقيا، تحديدًا في تنزانيا، بجزيرة زنجبار، يتمتع ببشرة سمراء، اسمه عبد الرزاق، مسلم، قيل أنه من أصول يمنية، هاجر في 1948 إلى بريطانيا كلاجئ، ينتمي لجيل ما بعد الاستعمار، عملت رواياته على تسليط الضوء على الاستعمار الذي سيطر على البلاد الإفريقية، ومعاناة اللاجئين، وتجاربهم المريرة.
عبد الرزاق جرنة وتأثير الاستعمار على دول إفريقيا
يلقي الضوء على الشرق الإفريقي، ويظهر الثقافات المختلفة التي لم تكن معلومة لأحد سوى للأفارقة، ويظهر المعاناة التي يحياها السكان الأفارقة، ففي روايته جنة، تحدث فيها عن المستعمرات الموجودة في شرق إفريقيا، وبيع الأطفال واستعبادهم، وأعمال السخرة، وتدور الأحداث حول طرد الإنجليز للسكان الأصليين، وتخطيط الألمان لإنشاء خط سكة حديد يقطع القارة لخدمة مصالحها، ويصحبنا في الرواية بطلها، الطفل يوسف، الذي باعه والده، ليعمل بالسخرة، وعمره وقتها 12 عامًا، من أجل مساعدته على سداد ديونه، فيبدأ بالعمل لدى عمه الثري، الذي يستغله.
ويطرح عبد الرزاق جرنة في روايته ذاكرة الرحيل، فكرة نضال العالم الثالث، من أجل الخلاص من الاستعمار، الذي جعلها في جهل وفقر ومآسي، محاولين بناء مستقبل جديد، تتكثف في هذه الرواية القصيرة الكثير من المشاعر والبؤس والمآسي الكبيرة التي تعيشها القارة السمراء، التي عبر عنها من خلال شخصية حسن عمر البالغ من العمر 15 عامًا، يعيش في إحدى القرى الساحلية الفقيرة، مع والد مخمور، وأخت تهرب من الأسرة، وأخ فاسد يموت في حادث، ووالدة تعامل بإهانة ووحشية طوال الوقت، ثم يظهر له الأمل، يذهب حسن ليعيش في نيروبي مع عمه، ليجد معه حياة أفضل، لا تخلو من الألم هي الأخرى، لكن لا تخلو أيضًا من الأمل.