الثلاثاء 26 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

سبقتنا إليه دول أخرى.. تاريخ الأوقاف مع مشروع الأذان الموحد

وزارة الأوقاف_ أرشيفية
دين وفتوى
وزارة الأوقاف_ أرشيفية
الإثنين 11/أكتوبر/2021 - 12:38 ص

منذ إعلان وزارة الأوقاف المصرية أمس، سعيها نحو تفعيل مشروع الأذان الموحد في جميع مساجد محافظات الجمهورية، بعد اقترابها من تمكين المشروع بجميع مساجد القاهرة الكبرى، ولا يشغل تفكير الناس في مصر سوى هذا الشأن، حتى اعتلى المشروع قمة محركات البحث جوجل، فما مشروع الأذان الموحد؟
 

مولد مشروع الآذان الموحد 
 

مشروع الأذان الموحد ليس وليد العام في مصر، فقد امتدت جذوره إلى عام 2009، حين قرر الدكتور محمود حمدي زقزوق، وزير الأوقاف الأسبق، توحيد الأذان في جميع مساجد الجمهورية، وقد سعى إلى تنفيذ ذلك بالفعل، عن طريق إذاعة القاهرة الكبرى.
 

العديد من التجارب خاضتها الأوقاف المصرية بالتعاون مع الهيئة العربية للتصنيع، في تلك الفترة، إلا أنها اشتملت على بعض السلبيات، وتحديدًا المتعلقة بضبط توقيت البرامج التي تذاع قبل وبعد الأذان في مناطق مثل مصر الجديدة ومدينة نصر والمعادي والهرم.

وزارة الأوقاف 

 

لم تؤتِ تجربة وزارة الأوقاف في تلك الحقبة ثمارها المرجوة، رغم تنفيذها في عدد محدود من مساجد القاهرة، إلا أن المشروع لاقى فشلًا ذريعًا أدى إلى توقفه تمامًا بعد سرقة الأجهزة الخاصة به من المساجد، ضمن أحداث الشغب التي غمرت مصر في يناير 2011، وذلك حسب إعلان الدكتور محمود حمدي زقزوق، وزير الأوقاف حينها.
 

أدت سرقة المعدات والأجهزة الإلكترونية التي كانت معدة لتعميم مشروع الأذان الموحد حينها إلى توقف المشروع حقبة طويلة من الزمن، وصلت لقرابة 5 سنوات، قبل أن يقرر الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف الحالي، إعادة إحياء المشروع مرة أخرى في 2014.
 

تواصلت الأوقاف المصرية عام 2014 مع وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، لتشغيل شبكة ربط أجهزة الأذان الموحد على مستوى الجمهورية، ثم أعيدت الكرة مرة أخرى في 2016، عندما أجرت الأوقاف التجارب الفنية لإصلاح عيوب فنية في عمل منظومة اﻷذان الموحد، وذلك تمهيدًا لإطلاقه على مراحل قريبًا، في موعد يحدد بالتأكد من صلاحية المنظومة للعمل.
 

بعث مشروع الأذان الموحد 
 

وضع مشروع الأذان الموحد في خانة الخمول منذ هذا التاريخ، إلى أن عاد إلى الواجهة مرة أخرى عام 2019، حين تعالت صرخات بعض الناس في مصر متضررين من أصوات المؤذنين غير المقبولة، على حد وصفهم، حتى وصل الحال بالبعض لوصف ما يسمعونه بالأذى وليس الأذان.

الشكاوى من أصوات المؤذنين غير الندية لم تقتصر على العامة فقط، حيث دخلت الفنانة شيرين رضا حينها على خط الجدل، حين وصفت أصوات بعض المؤذنين بالجعير، الوصف الذي انبعث من شدة غضبها مما تسمعه.

شيرين رضا لم تقف عند حدود الأذى السمعي الذي يتعرض له الناس عند سماع الأذان بأصوات رديئة، وإنما تطرقت لربط الأمر بالسياحة والصحة النفسية للأطفال، حيث قالت 
إن أصوات المؤذنين الرديئة تخلق حالة من الفزع للأطفال والأجانب.

شيرين رضا 

وأضافت شيرين رضا خلال تصريحات تليفزيونية سابقة، أن أصوات بعض المؤذنين تخلق هلعًا للأطفال والأجانب الموجودين في الشارع، حيث إنهم يتعجبون بشدة من صوت الأذان، معبرة عن رغبتها الشديدة بتنفيذ قرار توحيد صوت الأذان في أقرب وقت.


التالته ثابتة.. مختار جمعة يصمم على تنفيذ مشروع الأذان الموحد في 2019
 

بعد تصريحين سابقين غير منفذين للدكتور مختار جمعة حول تفعيل مشروع الأذان الموحد في مصر، أصر وزير الأوقاف عام 2019 على إكمال المشروع، كإحدى الخطوات التي اتخذتها الوزارة حينها في مشوار تجديد الخطاب الديني، وحماية المساجد من كثرة اللغط فيها.

 

3538 مسجدًا، هو إجمالي عدد المساجد التي ضمتها وزارة الأوقاف المصرية إلى مشروع الأذان الموحد منذ إعادة العمل عليه عام 2019، وذلك بعد إعلان اللواء عمرو شكري، رئيس الإدارة المركزية للإدارة الاستراتيجية بوزارة الأوقاف، ضم 426 مسجدًا جديدًا لمشروع الأذان الموحد أمس.
 

دروس الماضي تُقوِّم الحاضر

 

حاولت الأوقاف المصرية تجنب ما وقع فيه الجهاز الوزاري الأسبق عام 2009، من سرقة الأدوات والأجهزة المنوط بها تفعيل المشروع، فاستبدلت الكابلات التي كانت ضمن الأجهزة المشغلة للمشروع حينها، بخاصية الـ الواي فاي.

تعاونت وزارة الأوقاف المصرية مع كلية الهندسة جامعة القاهرة لتنفيذ مشروع الأذان الموحد، واللتان واجهتا بعض المعوقات الفنية أثناء تشغيل المشروع، مثل التشويش وغيره.

أعلنت وزارة الأوقاف المصرية أمس اقترابها من انتهاء ضم جميع مساجد محافظات القاهرة الكبرى إلى مشروع الأذان الموحد، مؤكدة على سعيها نحو تنفيذ المشروع في جميع مساجد محافظات الجمهورية.
 

ويعتمد مشروع الأذان الموحد على بث تسجيل للأذان بصوت مؤذن واحد، في جميع مساجد المحافظة، عبر تقنية البث المشترك، باستخدام جهاز استقبال لاسكلي، شريطة أن يكون هذا المؤذن حسن الصوت، يتم اختياره بناءً على مسابقات تجريها وزارة الأوقاف المصرية.
 

دول عربية سبقت مصر إلى تنفيذ مشروع الأذان الموحد
 

لم تكن مصر مهد الأذان الموحد كما هو حالها في معظم الخطوات الدينية، فقد أطلقت الإمارات العربية المتحدة صافرة بداية انطلاق المشروع في عام 2004، حين تم رفع الأذان إلكترونيًا في جميع المدن بصوت مؤذن واحد اختارته الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف، وتم بثه بمساعدة الأقمار الاصطناعية.
 

سارت الأوقاف السورية على درب الإمارات، فأعلنت في مطلع 2007، توحيدها لأوقات الأذان في جميع المساجد عن طريق مركز واحد، وعبر شبكة إذاعية لاسلكية موحدة، بهدف تقليل الفوضى الصوتيه التي ملأت المساجد في تلك الحقبة.
 

من سوريا إلى فلسطين، قررت الأخيرة إدخال تجربة الأذان الموحد في عدة مدن مختلفة في القدس عاصمة فلسطين، وذلك في فبراير عام 2016 عندما أعلنت وزارة الأوقاف الفلسطينية عن إطلاق البث الفضائي لإذاعة فلسطين للقرآن الكريم والأذان الموحد، بما يمكن 23 دولة عربية من سماع البث لأول مرة في العالمين العربي، وذلك بعد تحويلها من النظام اللاسلكي إلى النظام الفضائي.


وفي أكتوبر عام 2017 خاضت المملكة الأردنية لأول مرة تجربة الأذان الموحد، في محافظة الطفيلة، بعد أن انتهت مديرية أوقاف المحافظة من الاستعدادات الإدارية والفنية اللازمة لإطلاق المشروع في 185 مسجدًا في مناطق عدة، وتم تزويد مساجد المحافظة بأجهزة تقنية، ما ساعد المصلين على أداء صلواتهم في المواقيت الشرعية بعد أن كانت تختلف من مسجد إلى آخر.
 

تابع مواقعنا