تعرف على قصة مجيئ البطريرك الأنطاكي ساويرس إلى مصر
تحي الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، اليوم الثاني مش شهر بابة القبطي والثالث عشر من شهر أكتوبر الميلادي، ذكرى مجيئ البطريرك الأنطاكي ساويرس إلى مصر.
حسب السنكسار القبطي، أتى ساويرس بطريرك إنطاكية إلى مصر في عهد يوستينس الملك، في مثل هذا اليوم، وقد كان الملك مُخالفا للمعتقد القويم، تابعًا لعقيدة مجمع خلقيدونية، أما الملكة ثاؤذورة -زوجته، فكانت أرثوذكسية مُحبة للقديس ساويرس، لما تعتقده فيه من الصفات المسيحية والإيمان الصحيح، وذات يوم دعاه الملك ليأتي له، فجرت بينهما مُباحثات كثيرة بخصوص الإيمان، لكن الملك لم يغير رأيه الخاطئ، وأصدر أمره بقتل القديس ساويرس، فقالت الملكة للقديس إن يهرب وينجو بنفسه فلم يقبل، وقال: أنا مستعد أن أموت على الإيمان المستقيم، وبعد إلحاح من الملكة والأخوة المحبين، خرج هو وبعض الأخوة وقصد ديار مصر.
وأضاف السنكسار أن الملك عندما طلبه ولم يجده، أرسل خلفه جندًا ورجالًا فأخفاه الله عنهم فلم يروه، وعندما أتى إلى ديار مصر، كان يجول مُتنكرا من مكان إلى مكان، ومن دير إلى دير، وكان الله يجرى على يديه آيات كثيرة وعجائب، وبعد ذلك ذهب إلى برية شيهيت بوادي النطرون، ودخل الكنيسة في زي راهب غريب فحدثت له مُعجزة في تلك اللحظة، وهي: بعد أن وضع الكاهن القُربان على المذبح ودار الكنيسة بالبخور، وبعد قراءة الرسائل والإنجيل ورفع الإبروسفارين، لم يجد القربان في الصينية فاضطرب وبكى.
ثم التفت إلى المصلين، وقال: أيها الأخوة إنني لم أجد القربان في الصينية، ولست أدري إن كان هذا من أجل خطيتي أو خطيتكم، فبكى المصلون، وللوقت ظهر له ملاك وقال له: ليس هذا من أجل خطيتك ولا خطية المصلين، بل لأنك رفعت القربان بحضور البطريرك.
أجاب الكاهن: وأين هو سيدي؟، فأشار إليه المُلاك، وكان القديس ساويرس جالسًا بإحدى زوايا الكنيسة، فعرفه الكاهن، فأتى إليه وأمره أن يُكمل القداس، بعد أن أدخلوا الهيكل بكرامة عظيمة.
وبعد انتهاء القُدّاس، خرج القديس ساويرس من هناك، وأتى إلى مدينة سخا، وأقام عند رجل أرخن (رئيس) مُحب للإله اسمه دورثاؤس، وظل هناك إلى أن توفي.
السنكسار.. هو كتاب يحوي سير القديسين والشهداء وتذكارات الأعياد، وأيام الصوم، مُرتبة حسب أيام السنة، ويُقرأ منه في الصلوات اليومية.