دخلت بكيس دهني وخرجت بكفنها.. خطأ طبي يكلف طفلة الغربية حياتها
لفظت الطفلة نورهان أسامة صلاح، 8 سنوات، آخر أنفاسها داخل غرفة في مستشفى طنطا الجامعي، بعد خطأ طبي خلال استئصال كيس دهني في كف يدها اليمنى، وعلى أثره دخلت الطفلة في غيبوبة لفترة تزيد على 20 يومًا، لتغادر بعدها الحياة.
يقول أسامة والد الطفلة، إنه في 10 سبتمبر الماضي جهّز التحاليل والفحوصات اللازمة لإجراء عملية استئصال كيس دهني بيد ابنته، وبعد ساعات انتظار أدرك كل الموجودين أن دكتور التخدير لم يكن موجودًا، واضطروا للجوء لدكاترة حديثي التخرج، فخدّروها بـ 6 مللي جرام كبنج موضعي، ولكن الطبيب الجراح أكد أنه لا بد من إعطائها بنجًا كليًّا، فبدلا من إعطائها كمية مخدر تتناسب مع جسدها النحيل الذي لا يتعدى الـ 25 كيلو، أعطاها ما يقرب من 80 مللي جرام.
وعلى إثر ذلك توقف القلب على الفور، وأصبحت الطفلة طريحة الفراش، وتغاضى جميع الأطباء عن العملية ذاتها، وأصبح الأمر الشاغل هو إخفاء حقيقة الأمر وموت الطفلة لما يقرب من 6 ساعات، محاولين إيقاظها بجميع الطرق التي لم تخلُ من الصدمات الكهربائية، وبعد نداءات وصراخ الأم لرؤية ابنتها، خرج الأطباء بالطفلة وهي فاقدة للوعي، محاولين بشتى الطرق نقلها للعناية المركزة، لإلقاء الخطأ الطبي على عاتقها، ليثبتوا للأبوين أنها خرجت بكامل قواها.
أضاف أسامة أنه عند وصولها لغرفة العناية المركزة، اضطر الأطباء لتقطيع ملابسها لإنقاذ ما يمكن إنقاذه ووضعها على أجهزة تنظيم ضربات القلب وأجهزة التنفس الصناعي، وبعد ساعات أدرك عم الطفلة أن العناية المركزة تخلو من الأشعة المقطعية، وكذلك إجراء التحاليل، فاضطر للبحث عن معامل متنقلة لعمل الإجراءات اللازمة لأن حالتها الصحية غير مؤهلة للخروج فهي تعيش على التنفس الصناعي.
وبعد أيام صدرت نتائج الأشعة التي أكدت أن الطفلة بسبب الخطأ الطبي ذاته أصيبت بضمور في المخ وتليف رئوي، أي أنها متوفاة إكلينيكيًّا، الأمر ذاته الذي دفع أسامة لتوجيه أخيه بإبلاغ النيابة العامة عن هذا الوضح الكارثي كما وصفه، فهو عالق خارج مصر ولا يستطيع الأخذ بثأر ابنته.
تحرك فوري
وأضاف أسامة أنه بعد البلاغ الذي تقدم به أخوه، فوجئ بزيارة من رئيس جامعة طنطا ومدير المستشفى ونقيب أطباء الغربية، يعدون الأم أنه سيتم تحضير جميع الإجراءات اللازمة لمتابعة حالة نورهان، وبعد مغادرتهم المكان بدقائق، تم ضرب هذه الوعود عرض الحائط حتى أنه تم سحب الكرسي الذي كانت تجلس عليه، وسقوط مياه الصرف الصحي على الألحفة والملابس التي كانت تحملها أم الطفلة.
غابت الطفلة وبقى الكيس الذهني
وأردف عم الطفلة: استمرت سلسلة الإهمال لـ 20 يومًا حتى لفظت ابنتي أنفاسها الأخيرة عصر الجمعة في أول أكتوبر الحالي، لترحل ابنتي وتدفن بالكيس الذهني ذاته، لتصبح سلسة واقعة الإهمال الطبي مسلسلًا متكررًا يترك وراءه علامات استفهام كثيرة فلم تكن نورهان هي الحالة الوحيدة والأخيرة، ولكن أنا على علم بحالات تعرضت لمثل هذا الإهمال الذي لا يكون فيه الضحية سوى المريض وأهله.
واختتم حديثه بأنه لا يسعى وراء أي تعويض أو عائد مادي لكنه احتسبها عن الله، فبشهادة كل من يعرفها أنها كانت متفوقة دراسيًّا، بجانب خوضها مسابقات دينية عديدة وحصدها عشرات الشهادات التي تثبت تميزها في تجويد القرآن، ويتمنى أن يصل صوته للمسئولين ومساعدته للحد من فساد هذه الشبكة.