بعد خسارة قوى إيران.. هل يتغير المشهد السياسي في العراق أم يحدث الصدام؟
حالة من الترقب تحيط بمستقبل المشهد العراقي بعد ظهور النتائج الأولية للانتخابات التشريعية أمس، والذي أظهرت تلقي الفصائل الموالية لإيران ضربة قوية بتراجع مقاعدها في البرلمان، ما دفعها لعدم الاعتراف بالنتائج والتنديد بها.
ويقول المحلل السياسي العراقي الدكتور رائد العزاوي، رئيس مركز الأمصار للدراسات الاستراتيجية، إن نتائج الانتخابات تعكس الوزن الحقيقي للكتل السياسية في الشارع العراقي، مشيرا إلى إظهار النتائج أن التيار الصدري هو الأكثر تنظيما على الأرض، لذلك حل في صدارة نتائج الانتخابات.
وجاء ائتلاف الفتح الذي يضم فصائل مسلحة موالية لإيران، في مركز متأخر، ولم يحصد سوى 14 مقعدا في الانتخابات مقابل 47 مقعدا في البرلمان السابق، جعلته في المركز الثاني، ما جعلها ترفض نتائج الانتخابات، فيما احتل التيار الصدري بقيادة مقتدى الصدر، النتائج بحصده 73 مقعدا، وجاء ثانيا الكتلة السنية “تقدم” بقيادة محمد الحلبوسي، رئيس مجلس النواب.
وأضاف العزاوي، في تصريحاته لـ القاهرة 24، أن هذه النتائج أعطت ائتلاف الفتح الذي يضم فصائل الحشد الشعبي، حقه الطبيعي، خصوصا أنه يضم فصائل ولم تقدم شيئا لجمهورها الشيعي، بينما كان التيار الصدري هو الشيعي الأكثر تنظيما.
ويرى العزاوي، أن النتائج الحالية للانتخابات لن تغير كثيرا في المشهد السياسي العراقي، إلا أن الجديد فيها هذه المرة هو وجود كتلة نيابية من المستقلين وشباب حراك ثورة تشرين 2019، متابعا: “المشهد السياسي يشير إلى أن التيار الصدري هو الأكثر تنظيما، وهناك تيار سني قوي الآن هو تيار تقدم الذي حصل على 40 مقعد تقريبا، وهذه هي المرة الأولى التي تحصد فيها كتلة سنية هذا العدد من المقاعد، بالإضافة إلى عودة الكتلة الكردية ممثلة في حزب الديمقراطي الكردستاني”.
وعقب إعلان النتائج الأولية مساء الاثنين، واحتلال التيار الصدري المركز الأول، ألقى مقتدى الصدر، كلمة توعد فيها المليشيات بأنها لا وجود لها في مستقبل العراق، وأنه يجب حصر السلاح في يد الدولة، ليعيش الشعب العراقي بشكل آمن بلا ترهيب أو خطف وقتل.
وقال العزاوي، إنه لا يتوقع أن يحدث صدام بين التيار الصدري والمليشيات، بعد التصريحات الأخيرة، لأن حصر السلاح بيد الدولة هو مطلب الجميع، مؤكدا أن الصدر نفسه وحكومة الكاظمي لن يقبلا بهذا الصدم، فضلا عن المجتمع الإقليمي والدولي.
وذكر أن التيار الصدري، أثبت أنه أكثر هدوءًا في التعامل مع الموقف بشكل عام، لذا من المستبعد أنه يذهب إلى صدام مع المليشيات، لأنه سيعمل على أن تكون هناك دولة قوية، لكنه في ذات الوقت لم يستبعد بعض المناكفات في الإطار السياسي.
وعن مصير مصطفى الكاظمي، رئيس الوزراء العراقي الحالي، والذي لا ينتمي لأية كتلة سياسية، قال العزاوي، إن مصيره رهن اتفاق الأطراف السياسية، لكن في حالة اعتراض إيران وحلفائها عليه، فإن الكتلة الأكبر في البرلمان ستذهب إلى تسمية شخصية غير معروفة لرئاسة الوزراء، لكنها ستسير على نفس نهج الكاظمي، الذي أثبت أنه أقوى رؤساء الحكومة وأكثرهم نزاهة وثقة منذ الاحتلال الأمريكي للعراق.
وأشار إلى أن الكاظمي وحكومته، عملا على إعادة العراق دولة قوية مرة أخرى ولاعبا فاعلا على المسرح الدولي وفي محيطه الإقليمي، مستطردا: “الكاظمي شخصية مقبولة لدى الجميع داخليا وخارجيا، ولو رفضت إيران وحلفائها فقد تلجأ القوى الأكبر، لاختيار شخصية غير معروفة لرئاسة الوزراء لكنها ستسير على خطى الكاظمي”.