ذاكرة الأمثال.. بِدال خطوطك والحُمرة امسحي عماصك يا سمرة
الأمثال إرث الأجداد وذاكرة الشعوب، ولا يكون استدعاء الأمثال نوعا من المزاح أو من أجل الضحك وفقط بل هي تعبر عن عادات ومعتقدات الأمم خاصة الأمم السابقة.
والأمثال أيضا كثيرا ما تعبر عن الطبقة الاجتماعية التي ينتمي إليها قائلوها، ومثال اليوم هو بدال خطوطك والحمرة، امسحي عماصك يا سمرة.
وكلمة بدال في المثل السابق يقصد بها بدل، أما الخطوط فيقصد بها تخطيط الحاجبين بالسواد، ويطلق أيضًا على المادة السوداء التي تتخذ لذلك، أما العماص فكلنا نعرفه.
ويوضح أحمد تيمور باشا في كتابه الأمثال العامية المثل أن المقصود بدل تخطيطك حاجبيك وتحمير خديك امسحي ما اجتمع من العماص بعينيك أيتها السمراء الجاهلة بوسائل التزيين، ويضرب لمن يحاول أمرًا ويتظاهر به ويغفل أمرًا آخر يشينه.
بِدال ما تغشه قول له في وشه
ومن الأمثال السائرة أيضا: بدال ما تغشه قول له في وشه، والمعنى: واجهه بالحقيقة وإن آلمته؛ لأن إخفاءها عنه غش قد تنتج منه أضرار، ويكفي من ذلك أن يخدع بالسكوت فيتمادى فيما يذم به أو يضره، وهناك من يحرف في المثل فيقوله: قول له في وشه ولا تغشه.