نظام الملك الطوسي.. أشهر وزير سلجوقي أسس المدارس النظامية ورد الاعتبار للأشاعرة
نظام الملك الطوسي، الوزير السلجوقي الشهير، الذي اغتاله الإسماعيليون في 14 أكتوبر من العام 1092، كان من أشهر رجال الدولة السلجوقية على مدار تاريخها، واسمه بالكامل قوام الدين أبو علي الحسن بن علي بن إسحاق بن العباس الطوسي.
ساهم نظام الملك في بروز الدولة السلجوقية، لتكون إحدى القوى الكبيرة على الساحة وقتها، تولى الوزارة في عهد ألب أرسلان السلطان السلجوقي الثاني، وعمل منذ صعود قدمه إلى مركز الحكم إلى استقطاب الرجال الأكفاء ليقربهم من قصر الحكم، وبعد وفاة ألب أرسلان، صار هو الأقرب إلى ابنه الأكبر ملكشاه، وآزره حتى تولى السلطة خلفًا لأبيه، رغم النزاعات التي واجهها، حيث كان في العشرين من عمره وقتها.
اهتم نظام الملك بالعلم والعلماء، وكان من صغره دارسًا لعلوم الحديث والفقه الشافعي، وتلقى العلم في أصفهان، وبغداد، ونيسابور، لذا عندما تولى أمور الوزارة بعد الوزير الكندي الذي أمر بإعدامه في سجنه، اهتم بالأدب والعلم، وصارت مجالس العلماء لا تنفض من أماكن تواجده، كما عمل على استقاء أفكار من المذهب الشافعي، والعقيدة الأشعرية، التي رد لها الاعتبار وجرم من يسب الأشاعرة في أي مكان.
كان لنظام الملك في عهد ملكشاه كل الصلاحيات التي تمكنه من إحكام إدارته للدولة، وبدأ في عمل شبكة كبيرة من المدارس النظامية، في مناطق الدولة السلجوقية المختلفة، ووجه له الأموال والاهتمام الكبير، من أجل تنمية التعليم والفكر، فكان يرى أن التعليم وسيلة إصلاح المجتمع، ومعالجة اضطرابه، ومن أهم المدارس التي أنشأها، المدرسة الكبرى ببغداد، ومدرسة نيسابور، ومدرسة بطوس.
المدرسة النظامية في بغداد
أسس المدرسة النظامية الكبرى ببغداد عام 1066، وكلفها 200 ألف دينار، وافتتحها بحفل كبير عم بغداد كلها، وجعل لها أوقافًا مخصوصة تقوم على رعايتها ماديًا حتى تستمر في تأدية رسالته دون توقف، وكان هو من يعين أساتذتها بنفسه، حسب قواعد وضعها للحفاظ على أهداف المدرسة التي يسعى إلى تحقيقها، وهي نشر المذهب السني، والقضاء على المذهب الشيعي، نشر العقيدة الأشعرية السليمة، لذا اشترط أن يكون المعلم شافعي المذهب، وأشعري العقيدة.
خرجت مدرسة بغداد النظامية، الإمام أبو المعالي الجويني، الشهير بإمام الحرمين، أحد أشهر أعلام الأشاعرة، وأبو حامد الغزالي، المعروف بحجة الإسلام، أشهر علماء الكلام الإسلامي، وأحد أعلام الأشاعرة، وأخرجت الشيرازي، وأبو نصر الصباغ، والسهروردي، وابن البرهان، وابن الجوزي، والتبريزي، وغيرهم من كبار علماء الإسلام عبر التاريخ.