الموت بالسم والصعق الكهربائي.. دراسة تكشف تهديدات تواجه الطيور المهاجرة والنسر المصري
أظهرت دراسة جديدة أن النسور المهاجرة المهددة تواجه مجموعة متنوعة من التهديدات على طول رحلتها التي تبلغ 5000 كيلومتر من أوروبا إلى إفريقيا، حيث تخاطر بالتعرض للرصاص والتسمم والصعق بالكهرباء في 13 دولة عبر 3 قارات.
وفي بحث جديد نشر في مجلة Biological Conservation، يُعرض الفريق البلغاري BSPB لمؤسسة BirdLife International المعنية بحماية الطيور، التهديدات ذات الأولوية في كل بلد على طول مسار الطيران، ويسعى لحصر التهديدات التي تواجه الطيور المهاجرة الكبيرة، خاصة طائر النسر المصري المهدد بخطر الانقراض.
الموت بالسم والصعق الكهربائي
وخلص التحقيق إلى أن أحد أكثر التهديدات انتشارًا التي تحدث في كل بلد تقريبًا على طول مسار الطيران هو استهلاك الطعوم السامة، حيث يضيف بعض رعاة الماشية في المناطق الريفية الذين فقدوا مواشيهم بسبب ذئب أو ضبع أو كلب ضال أو حيوان مفترس آخر، بعض المبيدات القاتلة لجثة لقتل المفترس الذي يهدد مواشيهم.
وبحسب البحث فإن هذا التهديد هو أكبر مشكلة للنسور في جميع أنحاء العالم، وللنسور المصرية على شبه جزيرة البلقان في المملكة العربية السعودية، وفي إثيوبيا أيضًا.
التهديد الواسع الانتشار وغير المتعمد هو البنية التحتية للطاقة، مثل أعمدة مصممة بشكل سيئ تسمح للطيور بلمس سلك حي وجزء موصل من العمود في نفس الوقت؛ ما يؤدي إلى الموت الفوري من الصعق بالكهرباء؛ وقد يصعب رؤية الخطوط أو توربينات الرياح الأخرى، وتصطدم الطيور الكبيرة بها وتقتله، وينتشر تهديد الصعق بالكهرباء والاصطدام على نطاق واسع بشكل خاص في مصر وإثيوبيا وتركيا والمملكة العربية السعودية.
والقتل بالسم أو بسبب البنية التحتية أو إطلاق النار على النسور المصرية، هو تهديد آخر يعد هو الأكبر في نيجيريا والدول المجاورة، مثل النيجر، حيث يوجد طلب كبير في السوق على أجزاء النسر، وفي بعض دول الشرق الأوسط التي لديها تقليد لصيد الطيور المهاجرة، حسب ما جاء في البحث.
ويؤثر خطر القتل غير القانوني على ملايين الطيور المهاجرة كل عام، وعلى الرغم من أنه نادرًا ما يتم استهداف النسور المصرية، إلا أن إطلاق النار عليها لا يزال يضيف إلى عديد من التهديدات الأخرى التي يتعين على هذه الطيور التفاوض عليها على طول مسار طيرانها.
الحلول موجودة
وأوضح فريق البحث أنه يمكن إصلاح بعض التهديدات بسهولة، والبعض الآخر أكثر تعقيدًا، لكن الحلول موجودة رغم ذلك.
ويمكن أن تكون البنية التحتية للطاقة سيئة التصميم في بعض الدول تم تعديلها لتكون أكثر أمانًا للطيور، أو يمكن للحكومات ووكالات التمويل الدولية ببساطة الاستثمار في تصميمات أكثر أمانًا في المقام الأول، حسب ما خلص إليه البحث الذي نشر في مجلة Biological Conservation.
ويعد الاضطهاد المباشر واستخدام الطعم السام غير قانوني بالفعل في عديد من البلدان، ولكن هذه القوانين لا يتم إنفاذها في كثير من الأحيان، وأوصى البحث بإيجاد طرق بديلة للحد من النزاعات بين أصحاب الثروة الحيوانية والحياة البرية، ويجب على الحكومات الاستثمار في مخططات الحماية والتعويض التي تقلل من الحافز لاستخدام الطعوم السامة.
ويقول البحث إن مثل هذه الأساليب ستستغرق وقتًا، لذا فإن الفريق البحثي بدأ في استخدام الكلاب للكشف الجثث المسمومة وإزالتها من مناطق تكاثر النسور في البلقان على سبيل المثال.
استخدام مواد غير سامة
والاضطهاد المباشر هو مشكلة واسعة الانتشار بالمثل سوف تستغرق سنوات من مشاركة المجتمع لتحقيق النتائج، ففي نيجيريا بدأ العمل في التعاون مع الممارسين الطبيين التقليديين للترويج للبدائل المستدامة لمنتجات النسور في الاستخدامات القائمة على المعتقدات.
وفي لبنان، أسهمت المؤسسة العالمية Bird Life في زيادة الجهود لرصد وإنفاذ قوانين الصيد الحالية، والتعاون مع مجموعات الصيد المسؤولة، للحد من مخاطر إطلاق النار على الطيور التي تمر فوق لبنان أثناء الهجرة.
وأشار البحث إلى مشروع LIFE الممول من الاتحاد الأوروبي بشأن إجراءات عاجلة لتعزيز سكان البلقان من النسر المصري وتأمين مسار طيرانه، حيث يعد مثالا ممتازا لتمويل الأنشطة المختلفة في عديد من البلدان على طول مسار الطيران للحد من التهديدات التي تتعرض لها الطيور المهاجرة.